16 كانون الثاني (يناير)
اقرأ تكوين 46 -- 48
كان هناك تباين واضح بين سيرة
يعقوب وسيرة أبيه. فلقد حاول
إسحاق أن يبطل نبوة الله عندما
حاول هو وابنه الشرير عيسو أن
يسلبا يعقوب بكوريته التي كان قد
اشتراها والتي كانت أيضا من حقه
بالنبوة. منذ تلك الحادثة وحتى
يوم مماته ظل إسحاق إنسانا مغمورا
بعيدا عن الأضواء.
كان عيسو قد أقسم يوما بأن
يقتل يعقوب؛ وعندما عرف أن يعقوب
عائد إلى كنعان، خرج لاستقباله مع
400 من عبيده. وإذ سمع يعقوب بهذا
خاف من عيسو وصارع الليل كله مع
الرب في الصلاة. فمن المؤكد أنه
لم يكن ينتظر استقبالا حسنا من
أخيه.
كم نحتاج أن نشكر الرب من أجل
أوقات الشدة في حياتنا! فلم يكن
من المتوقع أن يصلي يعقوب بهذه
اللجاجة ويصبح محاربا مع الله
(تكوين 28:32) لولا خوفه من عيسو
على سلامة أسرته.
تقدم لنا حياة يعقوب لمحة عن
قدرة الله الفائقة - في الحماية،
والإرشاد، والبركة، وإتمام قصده.
وقرب نهاية حياته، جمع يعقوب
أبناءه وأنبأهم بالبركات المعطاة
لهم من الله.
هنا نرى بصيرة يعقوب الروحية
وكيف ظل متمسكا بإرادة الله
كالدافع الأسمى له في حياته. وهذا
يظهر في إصراره على رفض رغبة يوسف
في أن يحصل ابنه الأكبر على
البركة الأولى (تكوين 19:48). وقد
أصبحت هذه البركات النبوية
الرائعة هي العلامة المضيئة
الخاتمة لحياة يعقوب، تلك الحياة
الزاخرة بالأحداث لهذا الرجل
العظيم الذي تحمّل الكثير من
الإساءة طوال حياته. وحتى يومنا
هذا فإن الكثيرين ينتقدونه. ولكن
ما أخطر أن ننتقد من اختاره الله
لكي يباركه. فإن الله يقول
بصراحة: أحببت يعقوب وأبغضت
عيسو (رومية 13:9؛ ملاخي
2:1-3).
يأتي اسم إبراهيم، أبو
المؤمنين، أكثر من 300 مرة في
الكتاب المقدس؛ ويأتي اسم إسحاق
130 مرة فقط؛ أما اسم يعقوب فيأتي
أكثر من 350 مرة واسمه الجديد
إسرائيل حوالي 2500 مرة. فلا عجب
أن اسم إسرائيل يكون هو الاسم
الذي اختاره الله لشعبه القديم.
ومن المشجع أيضا أن نعرف أن كل
إهانة تعرض لها يعقوب في حياته
أحضرت له إعلانا جديدا عن وجود
الله - ابتداء من أول ليلة غادر
فيها البيت حتى آخر ليلة قبل
انتقاله إلى محضر الله.
لعل هذا يعزي قلوب الأقلية
الذين لهم هدف واحد في الحياة.
فعندما نجد إحباطات عند كل منحنى
يمكننا أن نتأكد أنها ستؤدي بنا
في كل مرة إلى الالتقاء مع الله.
فلا تندهش عندما يسعى رافضو الله
أمثال عيسو وضعفاء الإيمان أمثال
إسحاق إلى إحباط مجهوداتك في
إرضاء الله. وقد سبق وأنبأ الرب
يسوع بذلك قائلا: إن كان
العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد
أبغضني قبلكم (يوحنا 18:15).
إعلان عن
المسيح:
من خلال يوسف الذي جلس على
العرش لاستبقاء حياة ومن أجل
توفير الطعام (تكوين 15:47).
قال يسوع: لأن خبز الله هو
النازل من السماء الواهب حياة
للعالم (يوحنا 33:6).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من الرب العون عندما
يكون لديك احتياج (1 أخبار
الأيام 11:14).
قراءة اختيارية:
متى 16
آية الأسبوع للحفظ:
غلاطية 5 : 22