1 كانون الثاني (يناير)
مقدمة لسفر تكوين
اقرأ تكوين 1 -- 3
يعلن سفر التكوين أن الإنسان،
بجسده ونفسه وروحه، هو أسمى خلائق
الله (1 تسالونيكي 23:5). قال
الله: نعمل (أي الآب، والابن،
والروح القدس) الإنسان على صورتنا
كشبهنا (تكوين 26:1) - لكي
يطيع كلمة الله ويحقق الغرض الذي
من أجله قد خُلق. وهذا من شأنه أن
يؤدي إلى علاقة مستمرة مع الله
بإرادة حرة تستطيع أن تقول "نعم"
أو "لا" للتجارب.
عند هذه النقطة دخل الشيطان
وتكلم مع حواء، قائلا: أحقا
قال الله لا تأكلا من كل شجر
الجنة؟ (تكوين 1:3). ويبدأ
عادة هجوم الشيطان بالتشكيك في
كلمة الله. وأفضل طريقة للإجابة
على أسئلة الشيطان هي بأن نفعل ما
فعله يسوع - بالاقتباس فورا من
كلمة الله. هذا ما فعله في كلٍ من
تجاربه الثلاث (متى 1:4-11).
ولكن الخطأ الأول الذي وقعت
فيه حواء هو التردد وإعادة
التفكير، ثم الإجابة من خلال
الإضافة إلى كلمة الله. إن
الأسلوب الوحيد المضمون لكي نظل
أمناء للرب هو التمسك بالثقة
الكاملة والخضوع لكلمة الله
المقدسة. لقد اعترف داود بذلك في
صلاته، فقال: بكلام شفتيك أنا
تحفظت من طرق المعتنف (مزمور
4:17). والثقة الكاملة بكلمة الله
لها أهمية قصوى إذ أنها الطريقة
الوحيدة للانتصار على الشيطان
والتمتع بأفضل ما في الحياة.
التشكك في كلمة الله يؤدي
دائما إلى العصيان. في هذه اللحظة
من حياة حواء، فقدت كلمة الله
سلطانها على قلبها وضميرها وذهنها.
فبمجرد أن فكرت في بديل للوصية
لا تأكل منها (تكوين 17:2)
أتتها في الحال كذبة الشيطان:
بل الله عالم أنه يوم تأكلان منه
تنفتح أعينكما وتكونان كالله
عارفين الخير والشر (تكوين
5:3). فالشيطان ينوه إلى أنه إذا
كان الله حقا يحبكم، فلماذا
يحرمكم من التمتع بأعظم
الامتيازات؟
من المستحيل أن يحجز الله عن
أولاده خيرا حقيقيا. ففي الواقع
عندما يقول الله لا تفعل
(تكوين 26:1) فإنه يعني بذلك أننا
إذا عصينا كلمته سنصبح في حال
أردأ. نعم، لقد انفتحت أعينهما،
ولكن ما أبشع ما رأيا! لقد رأيا
أنهما مذنبان أمام الله. لقد فقد
آدم وحواء سلطانهما على الجنة،
وفقدا السعادة والبراءة والسلام -
فقدا كل شيء. والأكثر من ذلك، فإن
العلاقة مع الله والخطية لا
يجتمعان معا.
ففي ذات اليوم الذي أخطأ فيه
آدم، مات روحيا. لم تفنَ روحه،
ولكنها صارت منفصلة عن الله وعن
الحياة الأبدية. ومنذ هذه اللحظة
ملك الموت (رومية
12:5-14). فالموت الجسدي هو
انفصال الروح عن الجسد، والموت
الروحي هو انفصال الروح عن الله.
عندما أخطأ الإنسان، كان ينبغي
أن يموت حيوان بريء لكي يغطي جلده
عري إنسان؛ لقد تطلب الأمر ذبيحة
دموية كإشارة لذبيحة المسيح نفسه.
ولأن الحياة هي في الدم، كان لا
بد من تقديم حياة. ولأن الإنسان
تنازل عن سلطانه على الأرض
للشيطان، فكان لا بد من إنسان بلا
خطية لكي يسترده مرة أخرى، ومن
هنا جاءت أول نبوة عن المسيا
(تكوين 15:3).
لقد ورث الجنس البشري كله
طبيعة آدم وحكم الموت الواقع
عليه. فلقد أتينا إلى هذا العالم
متجنبين (منفصلين) عن حياة
الله (أفسس 18:4)، ولنا هذا
القلب - الذي هو - أخدع
من كل شيء ونجيس (إرميا
9:17)؛ وبالتالي فنحن أموات
بالذنوب والخطايا (أفسس 1:2).
وأما كل الذين قبلوه
فأعطاهم سلطانا أن يصيروا أولاد
الله أي المؤمنون باسمه
(يوحنا 12:1).
إعلان عن
المسيح:
كالخالق (تكوين 1:1). يوحنا
1:1-4؛ كولوسي 15:1-17؛
عبرانيين 3:11. كنسل المرأة
(تكوين 15:3). إشعياء 14:7؛
6:9-7؛ غلاطية 4:4.
أفكار من
جهة الصلاة:
قدم للرب الحمد من أجل رحمته
وحقه (مزمور 2:138).
قراءة اختيارية:
متى 1
ملحوظة: يغطي "طريق الك
تاب المقدس" العهد القديم
بتأملات وتفسيرات تعبدية على
مدى تسعة شهور، من كا نون
الثاني (يناير) إلى أيلول
(سبتمبر). وخلال هذه الشهور
توجد أيضا قراءة اختي ارية
لفصل واحد من العهد الجديد
يوميا. أما الشهور أكتوبر
ونوفمبر وديسمبر ف هي تقدم
تأملات يومية في أسفار العهد
الجديد. وبذلك يمر القارئ على
العهد الج ديد مرتين سنويا
باستخدام برنامج "طريق الكتاب
المقدس".
آية الأسبوع للحفظ:
غلاطية 2 : 20