FREE media players is required to listen to the audio

25 كانون الأول (ديسمبر)

اقرأ رؤيا 6 -- 8

كان النفي إلى بطمس والآلام الحادثة في سميرنا (رؤيا 8:2-9) أمثلة للاضطهاد المتزايد في جميع أنحاء الإمبراطورية الرومانية.

وفي قراءات اليوم يدهشنا أن نرى جمعا كثيرا ... لم يستطع أحد أن يعده، من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة، واقفون أمام العرش وأمام الخروف، متسربلين بثياب بيض، وفي أيديهم سعف النخل. وهم يصرخون بصوت عظيم قائلين الخلاص لإلهنا الجالس على العرش وللخروف (رؤيا 9:7-10). هذا الجمع المتسربل بالثياب البيض والممسك بسعف النخل هم الذين غلبوا الشيطان وأصبحوا أخيرا في محضر إلههم. إن جميع الذين اختبروا الخلاص الممنوح من الرب يسوع المسيح يفرحون بالتطهير الناتج عن التوبة ويلبسون ثياب بره البيضاء.

كانت هذه الرؤيا ضرورية لتقوية إيمان المسيحيين في القرن الأول، ولكنها لازالت ضرورية لمؤمني القرن العشرين.

إن كل جيل من المؤمنين، يجد أن المقاومة شديدة، والأشرار كثيرون، وأساليب الخداع متقنة للغاية حتى أننا بقوتنا وحكمتنا البشرية لا بد أننا نفشل. وعبر الأجيال، نجد أن الذين يثبتون قلوبهم ويعيشوا للرب يسوع هم أقلية صغيرة. فقد سبق الرب وأنبأ قائلا: ما أضيق الباب وأكرب الطريق الذي يؤدي إلى الحياة، وقليلون هم الذين يجدونه (متى 14:7). ولكن عندما انفتحت السماء فوق جزيرة بطمس، إذا بنا نكتشف أن مواطني السماء قد أصبحوا كثيرين حتى أنه لم يستطع أحد أن يعده (رؤيا 9:7) وسوف يستمرون في التزايد إلى أن يأتي الرب يسوع لعروسه الكنيسة.

هؤلاء الغالبون هم الخارجون من الضيقة العظيمة، وقد غسلوا ثيابهم وبيضوا ثيابهم في دم الخروف. ولهذا السبب أصبحوا الآن أمام عرش الله يقدمون المجد والحكمة والشكر والكرامة والقدرة والقوة لإلهنا ... آمين (12:7-14).

"المجد" يمثل بهاء شخصه. و"الحكمة" تعلن معرفته الفائقة المتاحة لنا من خلال كلمته (1 كورنثوس 30:1؛ كولوسي 3:2؛ يعقوب 5:1-6). "الشكر" هو التعبير الطبيعي عن عرفاننا بالجميل للرب الذي هو وحده يستحق منا أسمى "التكريم" (رؤيا 11:4). " القدرة والقوة" تشيران إلى سلطة الله الفائقة سواء على قوات الخير أو الشر، وقدرته غير المحدودة على تحقيق وعوده (أفسس 20:3).

والكلمة الختامية "آمين" تعني الموافقة التامة من الجمع الذي بلا عدد الواقف أمام العرش. وهم لن يجوعوا بعد ولن يعطشوا بعد ... لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاهم ويقتادهم إلى ينابيع ماء حية ويمسح الله كل دمعة من عيونهم (رؤيا 15:7-17). لقد تحرروا من الشر وحضروا للتمتع الكامل بعبادة ملك الملوك والترنم بتسبيحه.

الحياة قصيرة، والتجارب التي نمر بها الآن ستبدو ضئيلة جدا بالمقارنة مع الامتياز المجيد أننا نتحرر من الشر ونأتي إلى استمتاع كامل في حضرة ملك الملوك.

من أجل ذلك هم أمام عرش الله ويخدمونه نهارا وليلا في هيكله؛ والجالس على العرش يحل فوقهم [أو يسير فيما بينهم] (رؤيا 15:7).

 

أفكار من جهة الصلاة:

ما أحلى أن نعرف أننا معتمدون على قوته (مزمور 16:71).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 9 : 8