19 كانون الأول (ديسمبر)
مقدمة لسفر بطرس الأولى والثانية
اقرأ 2 بطرس 1 -- 3
عندما سجن بولس للمرة الأولى،
كان هناك قدر معقول من قبول الناس
للمسيحيين؛ لكن هذا الموقف ما لبث
أن تحول تدريجيا إلى اضطهاد شديد.
وعندما كتب بطرس رسالته، يبدو أن
عدداً كبيراً من المسيحيين في
روما كانوا مسجونين وقد استشهدوا
فيما بعد بناء على أوامر نيرون
القاسية.
وتبدأ الرسالة الثانية هذه
بفكرة مشرقة تسمو فوق الكآبة
والاضطهاد والموت. فيكتب بطرس
قائلا: أن قدرته الإلهية قد
وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى
بمعرفة الذي دعانا (2 بطرس
3:1). فالفكرة الأساسية هنا هي
الحياة.
إن معرفة الله هي الدائرة التي
من خلالها تصل إلينا جميع البركات
الروحية. ويقول بطرس أننا ينبغي
أن ننمو يوميا في معرفتنا بالله
وبالرب يسوع المسيح (18:3).
توجد كتابات كثيرة تخبرنا عن
الصواب والخطأ، الصحيح والمزيف،
ما ينبغي وما لا ينبغي؛ ولكن
الهدف الأسمى والفرح الحقيقي
للمسيحي هو أن يعيش مرتفعا فوق
التجارب وفوق الخطية. لقد جاء
يسوع ليس فقط لكي يمنحنا الحياة،
بل لكي يكون لنا أفضل [أي
حياة فياضة] (يوحنا 10:10). وبطرس
يخبرنا كيف يتحول هذا الهدف
المثالي إلى حقيقة.
إنه يبدأ بالولادة الجديدة،
التي بها يصبح المسيح مخلصاً
شخصياً ورباً على الحياة. إن يسوع
هو الحياة، ومنه تنبع الحياة. لقد
قال بولس: به نحيا ونتحرك
ونوجد (أعمال 28:17). فإن
حياة كل مؤمن مدعمة في كل لحظة
بواسطة المسيح، رأسنا الحي.
فلنعبد رئيس الحياة، ابن الله
الحي، الساكن فينا.
لقد أصغى يوحنا وهو في جزيرة
بطمس، عندما سمعه يقول: كنت
ميتا وها أنا حي إلى أبد الآبدين
(رؤيا 18:1). يا له من إعلان مجيد
يخبرنا به يوحنا: في البدء كان
الكلمة، والكلمة كان عند الله،
وكان الكلمة الله ... فيه كانت
الحياة (يوحنا 1:1،4). فكما
أن الكلمة هي التعبير عن الفكرة
التي في ذهن الإنسان، كذلك فإن
يسوع هو الإظهار والتعبير عن فكر
الله وإرادته. وبدلا من أن يعطينا
كلمة منطوقة أو مكتوبة، أتى إلينا
بنفسه كالكلمة الحي. وبذلك أمكن
للخالق أن يقدم في تفاصيل حياته
الأرضية ما يعلن عن محبة الله.
وكما كتب بطرس: أن قدرته
الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو
للحياة والتقوى (2 بطرس 3:1)،
فإن التقوى أصبحت ممكنة لنا لأن
المسيح جاء ليحيا فينا. فالتقوى
لا تعتمد على قدراتنا الشخصية،
ولكن على المسيح الذي يحيا فينا
إلى كل ملء الله (كولوسي 9:2-10).
فإن ما يراه الآخرون من المسيح في
حياتنا يمر أولا من خلال أفكارنا
وإرادتنا وعواطفنا وشخصيتنا
وأفعالنا وكلماتنا. لذلك فإن
الصورة التي يراها الناس فينا
كثيرا ما تكون معبرة عن ذواتنا
بالقدر الأكبر بدلا من أن تعبر عن
المسيح. فبقدر ما نحمل صليبنا
كل يوم (لوقا 23:9)، بقدر ما
تظهر حياة المسيح في حياتنا
فنستطيع أن نقول مع بولس: لي
الحياة هي المسيح (فيلبي
21:1). لقد كنا قبلا أمواتا
بالذنوب والخطايا (أفسس 1:2)،
وكنا نرزح بلا رجاء تحت عبودية
إبليس وسلطان الموت؛ ولكن
بالولادة الجديدة قبلنا حياة
المسيح، وطبيعته، وحضوره الدائم
فينا. ولكن على الرغم من أن
أرواحنا قد تجددت في الحال، إلا
أن نفوسنا - أي ذهننا وإرادتنا
وعواطفنا - تحتاج أن تتجدد يوميا
وأن تتشكل بحسب الكلمة (رومية
2:12؛ أفسس 26:5).
وفي وقت الفشل يجب أن نسرع إلى
الاعتراف بخطايانا، فهو أمين
وعادل حتى يغفر لنا خطايانا
ويطهرنا من كل إثم (1 يوحنا
9:1).
شواهد
مرجعية:
2 بطرس 22:2 (انظر أمثال
11:26).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب الغفران من أجل خطايا
محددة (مزمور 1:51-9).
آية الأسبوع للحفظ:
2 كورنثوس 9 : 7