18 كانون الأول (ديسمبر)
اقرأ 1 بطرس 3 -- 5
إن آخر الكلمات المسجلة التي
قالها الرب يسوع لبطرس شخصيا كانت
على شاطئ بحر الجليل عندما قال له
يسوع:أتحبني؟ ارع غنمي، ارع خرافي،
ارع خرافي. وإتماما لهذا التكليف
كان بطرس يقدم الكلمة لجميع أتباع
المسيح بغض النظر عن مسئولياتهم
في الخدمة. إن الرعاية، والحماية،
والإرشاد، وإطعام قطيع المسيح هي
واجب جميع المؤمنين الذين اختارهم
الرب ليكونوا رعاة ومعلمين لشعبه.
وأول مؤهل للراعي هو أن يكون
متكلما كأقوال الله: إن كان
يتكلم أحد فكأقوال الله، وإن كان
يخدم أحد فكأنه من قوة يمنحها
الله لكي يتمجد الله في كل شيء
بيسوع المسيح (1 بطرس 11:4).
يوجد مصدر واحد فقط للنضج
الروحي، وهو أقوال الله،
ليس آراء أو مفاهيم أو عقائد أو
تقاليد الناس. وإنما رسالة سماء
التي لا ينبغي أن نغيرها أو
نحورها - رسالة الله نفسه. إن
الله يمجد فقط الخدمة التي تمجد
كلمته.
وكما قال بولس: اكرز
بالكلمة ... لأنه سيكون وقت لا
يحتملون فيه التعليم الصحيح بل
حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم
معلمون مستحكة مسامعهم (2
تيموثاوس 2:4-3).
والمؤهل الثاني الذي يشترطه
بطرس في معلمي الكلمة هو أن تكون
خدمته بالقوة التي يمنحها الله (1
بطرس 11:4). فيجب أن نكون مدركين
أننا لا نملك قوة في أنفسنا وأننا
نعتمد بالكامل على الرب. فمن بين
كل الأمجاد الأرضية العظيمة لا
يوجد ما يقارن مع امتياز مشاركة
الحقائق الروحية من كلمة الله
المقدسة.
ارعوا رعية الله التي بينكم
نظارا لا عن اضطرار بل بالاختيار
ولا لربح قبيح بل بنشاط، ولا كمن
يسود على الأنصبة بل صائرين أمثلة
للرعية (1 بطرس 2:5-3).
ويقدم لنا بطرس نقطة هامة حين
يقول: ارعوا رعية الله.
ربما يكون عدد القطيع صغيرا، ولكن
المصير الأبدي للنفس أثمن من
الذهب (7:1) - بل أثمن من كل
ذهب الأرض. ولعل هذا السبب كاف
لأن يجعل بطرس يقول أن خدمتنا
للمسيح في كنيسته لا ينبغي أن
تكون من أجل المكسب الشخصي، بل من
منطلق الحب الصافي والرغبة في
خدمة الرب دون التطلع إلى المنافع
الشخصية أو التضحية.
إن المبدأ الأساسي في كل
الإنجازات العالمية هو: "ما
الفائدة التي سأجتنيها ؟" وقد
تخلل روح الطمع كل شيء في عصرنا
حتى أنه لم تسلم الخدمة في
الكنيسة من مخاطر الطموح
والأنانية.
ويطلب بطرس من الرعاة لا أن
يجزوا الغنم بل أن يطعموها، لا أن
يضربوها بل أن يقودوها. لقد قال
رئيس الرعاة: متى أخرج خرافه
الخاصة يذهب أمامها (يوحنا
4:10). فالراعي الحقيقي هو الذي
يعتبره امتيازا وشرفا أن يخدم
الرب.
والأجرة ليست مكافأة مادية أو
تقديرا زمنيا، وإنما أجرة أبدية:
متى ظهر رئيس الرعاة تنالون
إكليل المجد الذي لا يبلى (1
بطرس 4:5).
شواهد
مرجعية:
1 بطرس 10:3-12 (انظر مزمور
12:34-16)، 1 بطرس 5:5 (انظر
أمثال 34:3).
أفكار من
جهة الصلاة:
تذكر أن الله يسر بفرحك
(مزمور 4:43).
آية الأسبوع للحفظ:
2 كورنثوس 9 : 7