FREE media players is required to listen to the audio

17 كانون الأول (ديسمبر)

مقدمة لسفر بطرس الأولى والثانية

اقرأ 1 بطرس 1 -- 2

في هذه الرسالة القصيرة جدا، يصور بطرس الحياة المسيحية بكلمات معبرة. فهو يسميهم أولا غرباء - أطلب إليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس (1 بطرس 1:1؛ 11:2). فإن هذا العالم لا يستطيع أن يشبع رغباتنا.

ولكن الخبر المفرح هو أننا مختارون بمقتضى علم الله الآب السابق في تقديس الروح للطاعة ورش دم يسوع المسيح (2:1). فمع أننا غرباء ولا نحظى بحب العالم أكثر مما حظي به ربنا يسوع، إلا أننا محظوظون كوننا مختارين ومعينين من بين الجموع الذين يسرعون في الطريق الرحب الذي يؤدي إلى الهلاك (متى 13:7).

ويستمر بطرس قائلا أن المختارين لهم رجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات، وهم مولودون ثانية لميراث ... محفوظ في السموات لأجلهم (1 بطرس 3:1-4). وهذا يشير إلى ما قاله الرب لنيقوديموس أنه إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ... ولا أن يدخل ملكوت الله (يوحنا 3:3،5).

ثم يحرض بطرس جميع المؤمنين قائلا لهم: كأطفال مولودين الآن اشتهوا اللبن العقلي (كلمة الله) العديم الغش لكي تنموا به (روحيا) (1 بطرس 2:2). وعندما يتكلم عن الأطفال المولودين الآن فهو لا يقصد فقط المتجددين حديثا بل بالحري جميع أولاد الله إذ يجب أن يكونوا مثل أطفال حديثي الولادة يشتهون دائما كلمة الله.

ولا شك أن ما كان يقصده بطرس هو أننا لا نكبر أبدا إلى حد الاستغناء عن كلمة الله وذلك إذا كنا نريد أن نعيش كأولاد الطاعة، فيقول: لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم بل نظير القدوس الذي دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين في كل سيرة. لأنه مكتوب كونوا قديسين لأني أنا قدوس (14:1-16).

وحيث أننا قد خلصنا من الخطية ومن الشيطان ومن العذاب الأبدي في جهنم، فإن ولاءنا لمخلصنا يفرض علينا أن نعيش كعبيد لله (16:2) وفي زمن كتابة هذه الرسالة كان العبد يعتبر من ممتلكات سيده وبالتالي يلزم أن يكون في طاعة مطلقة له. إن ملكية الله للمؤمن تعني أيضا الخضوع المطلق لسلطانه.ولكن هذا يكون دائما لخيرنا الأسمى.

يصف بطرس المؤمنين بأنهم حجارة حية ... مبنيين بيتا روحيا، كهنوتا مقدسا، لتقديم ذبائح روحية مقبولة عند الله بيسوع المسيح (5:2). هذه إشارة إلى هيكل سليمان المجيد. فإن كل واحد منا يجب أن يكون صورة مصغرة لهذا الهيكل المقدس من أجل سكنى الروح القدس، فيجب أن تكون حياتنا بأكملها كهنوتا مقدسا (5:2). فكما كان بنو إسرائيل جنسا مختارا، وأمة مقدسة، ومملكة من الكهنة يمثلون الله أمام الناس وقد صاروا مؤتمنين على كلمته المقدسة، كذلك أيضاً، فإن كل مسيحي اليوم يمثل جزءا من هذه الدعوة العليا (9:2). وكما يتوجب على الكاهن ان يقدم ذبائح يومية، كذلك نحن أيضا يجب أن نقدم يوميا أجسادنا ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتنا العقلية (رومية 1:12).

 

شواهد مرجعية:

1 بطرس 16:1 (انظر لاويين 44:11)، 1 بطرس 24:1-25 (انظر إشعياء 6:40-8)، 1 بطرس 6:2 (انظر إشعياء 16:28)، 1 بطرس 7:2 (انظر مزمور 22:118)، 1 بطرس 22:2 (انظر إشعياء 9:53)، 1 بطرس 24:2 (انظر إشعياء 4:53-5).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل طالبا الصبر مهما كانت الصعوبات (مزامير 1:40-2).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 9 : 6