FREE media players is required to listen to the audio

16 كانون الأول (ديسمبر)

مقدمة لسفر يعقوب

اقرأ يعقوب 1 -- 5

في أحيان كثيرة، عندما يتحدث الناس إلينا، نكون منشغلين في أفكارنا الخاصة حتى أننا لا نلتفت إلى ما يقولون. وبذلك يفوتنا الكثير مما يريدون أن يخبروننا به.

إن إحدى أعظم عقبات استماع صوت الله في كلمته هي الانشغال بأفكارنا الخاصة حتى أننا لا نصغي إليه. ولذلك يحذرنا قائلا: ليكن كل إنسان مسرعا في الاستماع، مبطئا في التكلم ... عاملين بالكلمة لا سامعين فقط خادعين نفوسكم (يعقوب 19:1،22).

وقبل قراءة الكتاب المقدس يجب أن نصلي حتى يقودنا الروح القدس لنكون مسرعين في الاستماع حتى لا نهين الله بعدم الالتفات إلى ما يريد أن يقوله لنا.

والروح القدس الساكن فينا يعطينا القدرة على قبول الكلمة المغروسة لنصبح عاملين بالكلمة لا سامعين فقط (21:1-22).

تتحدث الكلمة المغروسة عن المسيح، وكذلك أيضا الكلمة المكتوبة، فالاثنان لا يفترقان.

فإذا كنا مسرعين لسماع صوته مثلما نحن مسرعين في التعبير عن آرائنا، ستتلاشى القوى المدمرة التي بداخلنا ونتغير بطريقة عجيبة بواسطة ناموس الحرية الكامل (25:1).

في كل مرة نقرأ كلمة الله الحية، وحين تكون لنا احتياجات مختلفة وظروف مختلفة، يضع الرب أمامنا كلمة مختلفة أو فكرة مختلفة، فتعلن كلمته عما يريد الله منا وأيضا عن موارده الفياضة المتاحة لنا.

إن ثبتم في [أي كنتم متحدين معي] وثبت كلامي فيكم تطلبون ما تريدون فيكون لكم (يوحنا 7:15).

إننا طوال اليوم، ننشغل بأصوات تنافس الرب من جهة وقتنا - فهناك الراديو والتليفزيون والجرائد والمجلات والكتب وفيض الثرثرة الذي لا ينتهي - هذه كلها أصوات تحاول أن تجذب انتباهنا.

يكتفي بعض الناس أن يكونوا مجرد متفرجين يستمتعون بسماع عظة جيدة، بينما ينشغل البعض الآخر بالتعليم والشهادة بل وأيضا بحفظ كلمة الله عن ظهر قلب. ومع أهمية كل هذه الأنشطة، إلا أنها قد تخدع الإنسان. فإن مجرد معرفة الكلمة المكتوبة في أذهاننا لا يكفي.

ويصور لنا يعقوب هذه النقطة قائلا: إن كان أحد سامعا للكلمة وليس عاملا فذاك يشبه رجلا ناظرا وجه خلقته في مرآة، فإنه نظر ذاته ومضى وللوقت نسى ما هو (يعقوب 23:1-24).

يجب أن تكون كلمته في أرواحنا أسلوب لحياتنا.

من السهل أن ننظر في مرآة كلمة الله ونظل عائشين بحسب رغباتنا الشخصية السابقة - واضعين الاستثناءات ومحورين كلمته بما يناسب المقاييس التي اخترناها لنعيش على أساسها. أما العامل بالكلمة فإنه على عكس ذلك يسر بالتحرر من ذنب الخطية وإذ يفك المسيح أسره يتمتع بحياة الحرية والبركة التي بحسب مقاييس الله.

ولكن من اطلع على الناموس الكامل، ناموس الحرية وثبت وصار ليس سامعا ناسيا بل عاملا بالكلمة فهذا يكون مغبوطا في عمله (حياة الطاعة) (يعقوب 25:1).

 

شواهد مرجعية:

يعقوب 8:2 (انظر لاويين 18:19)، يعقوب 11:2 (انظر خروج 13:20-14)، يعقوب 23:2 (انظر تكوين 6:15)، يعقوب 6:4 (انظر أمثال 34:3).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل أن لا تغر من الآخرين (مزمور 1:37).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 9 : 6