FREE media players is required to listen to the audio

15 كانون الأول (ديسمبر)

اقرأ عبرانيين 11 -- 13

في طاعته لله، ترك إبراهيم أبو المؤمنين (رومية 11:4) حياة الأمان في موطنه الأصلي (أور الكلدانيين) ليعيش في خيام كشخص غريب في أرض الموعد. بالإيمان إبراهيم لما دُعي أطاع أن يخرج إلى المكان الذي كان عتيدا أن يأخذه ميراثا، فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي. بالإيمان تغرب في أرض الموعد كأنها غريبة ساكنا في خيام... لأنه كان ينتظر المدينة ... التي صانعها وبارئها الله (عبرانيين 8:11-10؛ تكوين 1:12؛ أعمال 2:7-4).

لو كان إبراهيم قد بقي مع شعبه، لما كان قد نال وعدا بالبركة (تكوين 1:12)؛ ولكن عندما خرج بإيمان وطاعة (6:12) تجرب واختبر، وفي نفس الوقت نال البركة. وعلى الرغم من جميع الإحباطات التي صادفته، فلا يقال عنه ولا مرة واحدة أنه قد اشتكى من أنه قد تلقى نصيبا أقل من الأفضل.

يبدو للبعض أنه من المستحيل أن يتركوا أمان البيت والوطن والأٍسرة والأصدقاء بدون أن يتزعزع فرحهم. ولكن مثال إبراهيم يبين لنا، أننا نحن أيضا بالإيمان ننال الإرشاد من الله في أمور حياتنا العادية - أي بشـأن مكان إقامتنا، وطبيعة عملنا، وشخصيات أصدقائنا.

وقد نضطر أن نختبر العديد من الإحباطات قبل أن ندرك أن الله يقودنا أن يتعدى تطلعنا مكافآت هذه الحياة التي كثيرا ما تكون زائفة وغير مشبعة. نحتاج أن ندرك الحق الذي ظهر في حياة إبراهيم، وهو أن حياة الإيمان هي حياة التقدم المقرون بالطاعة والاعتماد على الله.

إن الله نادرا ما يحقق وعوده بالطريقة التي نتوقعها. فالبعض قهروا ممالك، صنعوا برا (أي أقاموا العدل)، نالوا مواعيد، سدوا أفواه أسود ، والبعض الآخر تجربوا في هزء وجلد ثم في قيود أيضا وحبس (عبرانيين 33:11،36). وقد ظلوا أمناء أثناء الاضطهاد والألم لكي ينالوا قيامة أفضل (35:11). هؤلاء هم الذين لم يكن العالم مستحقا لهم - تائهين في براري وجبال ومغاير وشقوق الأرض (38:11).

هؤلاء تخلوا عن المصالح الذاتية وعن الرغبة في المكاسب المادية، وعاشوا فقط لأجل إرضاء الله! لم يكن إيمانهم مبنيا على الظروف الحسنة أو المعجزات، بل كان مؤسسا على وعود الله الممجد غير المنظور.

إن الذين يحبون الرب حقا ويكرسون له حياتهم ينالون عادة الامتياز أن يتألموا لأجله (فيلبي 29:1). ولنا الضمان أننا إن كنا نصبر فسنملك أيضا معه (2 تيموثاوس 12:2).

عندما نحول أعيننا عن العالم، وعن ظروفه، وعن ذواتنا، ونركزها على يسوع، يقل اهتمامنا بالممتلكات والمباهج الأرضية وننشغل أكثر فأكثر بالمدينة السماوية.

لذلك ... لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة [عدم الإيمان الذي يقيد حركتنا] ، ولنحاضر بالصبر في الجهاد [السباق] الموضوع أمامنا (عبرانيين 1:12).

 

شواهد مرجعية:

عبرانيين 18:11 (انظر تكوين 12:21)؛ عبرانيين 5:12-6 (انظر أمثال 11:3-12)؛ عبرانيين 12:12 (انظر إشعياء 3:35)؛ عبرانيين 26:12 (انظر حجي 6:2)؛ عبرانيين 5:13 (انظر يشوع 5:1)؛ عبرانيين 6:13 (انظر مزمور 6:118).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب من الرب أن يحفظك من التكلم بالشر (مزمور 13:34).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 9 : 6