FREE media players is required to listen to the audio

13 كانون الأول (ديسمبر)

اقرأ عبرانيين 5 -- 7

كان هناك رئيس كهنة واحد في فترة خدمته. وكان عليه من ناحية أن يمثل الشعب الخاطئ أمام الله القدوس - لكي يقدم قرابين وذبائح عن الخطية (عبرانيين 1:5). ومن الناحية الأخرى أن يمثل الله القدوس أمام شعبه. فبصفته الناطق بلسان الله، كان على رئيس الكهنة أن يعلم الشعب معاني وتطبيقات كلمة الله على حياتهم - لتعليم بني إسرائيل جميع الفرائض التي كلمهم الرب بها بيد موسى (لاويين 11:10).

كان رئيس الكهنة يشغل منصبا في منتهى الأهمية لدى الأمة الإسرائيلية. ولم يكن رئيس الكهنة يحصل على هذا المنصب بالانتخاب الشعبي ولا بالقوة، بل كان يدعى من الله ... كذلك المسيح أيضا لم يمجد نفسه ليصير رئيس كهنة (عبرانيين 4:5-5). فالمسيح قد اختير من الله لكي يكون كاهنا إلى الأبد (عبرانيين 6:5).

كان هارون هو أول رئيس كهنة قد دعي من الله (خروج 1:28) لكي يتوسط يوميا بين الله وبين الشعب الخاطئ. ولكن وساطته كانت ستصبح عديمة الفائدة، واقترابه من الله كان سيصبح مستحيلا لو لم تكن هناك ذبيحة مقبولة. ففي يوم الكفارة السنوي، كان رئيس الكهنة مسئولا عن تقديم ذبيحة كفارية - أولا عن خطاياه الشخصية ثم عن خطايا أسرته. عندئذ فقط كان يحق له أن يكفر عن خطايا الشعب (لاويين 11:16-16). لقد كان يمثل الشعب أمام الرب وكان يحمل أسماء بني إسرائيل على الصدرة التي كان يرتديها بالقرب من قلبه، والتي ترمز إلى محبته ومسئوليته الروحية عن شعب الله. فمن خلال رئيس الكهنة كان في إمكان الشعب أن يحصلوا وأن يحافظوا على علاقة مقبولة مع الله.

وفي رسالته إلى رومية، كتب بولس قائلا أنه بسبب محبة الله العظيمة، قدم ابنه الوحيد حياته على الصليب لأجل الفجار (رومية 6:5). وكلمة "فجار" هي كلمة شديدة تصف الطبيعة الخاطئة للجنس البشري الهالك الذي مات المسيح من أجله. والأكثر من ذلك، يقول بولس أننا كنا أعداء. ولكن على النقيض الآخر نجد محبة الله العجيبة: صولحنا مع الله بموت ابنه، فبالأولى كثيرا ونحن مصالحون نخلص [أي نخلص يوميا من سلطان الخطية] بحياته (رومية 10:5).

في كل سنة، كان رئيس الكهنة الإسرائيلي يدخل إلى وراء الحجاب الذي يفصل المكان المقدس (القدس) عن قدس الأقداس حيث يحل مجد الحضور الإلهي. وفي يوم كفارته، قدم المسيح - حمل الله الذي بلا خطية - نفسه كالذبيحة الكاملة من أجل الخطاة على الصليب. وبموته، صنع كفارة عن خطايا جميع المزمعين أن يؤمنوا به. وبما أن يسوع هو ابن الله، وهو بلا خطية، فلم يكن محتاجا أن يقدم ذبيحة خطية عن نفسه كما كان يفعل هارون.

إن موت المسيح، وقيامته، ورجوعه الوشيك يجب أن يكون حافزنا الأقوى، وعنصراً ملهما لنا حتى نكون دائما مستعدين أن نعمل إرادة مخلصنا مهما كلف الأمر.

منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح، الذي بذل نفسه لأجلنا لكي يفدينا من كل إثم ويطهر لنفسه شعبا خاصا غيورا في أعمال حسنة (تيطس 13:2-14).

 

شواهد مرجعية:

عبرانيين 5:5 (انظر مزمور 7:2)؛ عبرانيين 6:5 (انظر مزمور 4:110)؛ عبرانيين 14:6 (انظر تكوين 17:22).

 

أفكار من جهة الصلاة:

سبح الرب من أجل غفرانه وسلامه (مزمور 5:32).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 9 : 6