FREE media players is required to listen to the audio

10 كانون الأول (ديسمبر)

مقدمة لسفر تيموثاوس الأولى والثانية

اقرأ 2 تيموثاوس 1 -- 4

كان الرسول بولس عالما بأن إعدامه قد اقترب، لذلك كتب إلى تيموثاوس. ولم يكن لدى بولس أدنى شك في أنه رسول يسوع المسيح بمشيئة الله لأجل وعد الحياة (2 تيموثاوس 1:1). ولا نجد أي تردد في تأكد بولس من أن كل تفاصيل حياته كانت بمشيئة الله - حتى سجنه وإعدامه. وقد استطاع بكل ثقة أن يضيف قائلا: نعمة ورحمة وسلام من الله الآب والمسيح يسوع ربنا! (2:1).

كان بولس يبدو أسمى من السجن وأسمى من القيود وأسمى من الإعدام، إذ قال: إن كنا نصبر فسنملك أيضا معه، إن كنا ننكره فهو أيضا سينكرنا (تيموثاوس 12:2). وإنكاره يتخذ أشكالا كثيرة. فإن أسلوب حياتنا قد يكون أحد أشكال إنكار المسيح في وسط عالم غارق في الخطية. إن عدم المساهمة في توصيل كلمة الله إلى العالم الهالك هو إنكار للهدف الرئيسي من كون الإنسان مسيحيا حقيقيا(متى 18:28-20).

ليس من الشائع أن يبشر أحد كما فعل بولس. فبالنسبة لبولس كان تعريف "الحياة" هو أن يعيش برؤية أبعد من سنواته القليلة القصيرة استعدادا للحياة الأبدية. ولكن المسيحية اليوم أصبحت متهادنة مع العالم تعمل على إرضاء أطماع الناس وشهواتهم - وأصبحت "الحياة" بالنسبة لها هي الحرية في طلب المزيد والانغماس إلى أقصى درجة في الثروة والمتعة والممتلكات المادية. ما أبعد الفرق بين هذه الفلسفة العالمية وبين ما قاله بولس: ليس أحد وهو يتجند يرتبك بأعمال الحياة (2 تيموثاوس 4:2).

في أول عددين من أصحاح 1 يستخدم ثلاث مرات اسم يسوع ويليه المسيح، ولكن في عدد 10 نجد كلمة "مخلصنا" وهي كلمة تذكرنا بأننا كنا هالكين إلى الأبد وغير قادرين قطعيا على أن نخلص أنفسنا.

لقد خلصنا الله ودعانا ووهبنا الحياة - الحياة الأبدية. هذه هي الأخبار السارة (أي الإنجيل) الخاصة بيسوع المسيح، وكل شيء آخر نفعله بطريقة إنسانية هو أمر ثانوي بالمقارنة مع الهدف الأسمى الذي من أجله جاء يسوع المسيح - لكي يطلب ويخلص ما قد هلك (لوقا 10:19).

ويذكرنا بولس بألا تغيب عن أعيننا الحقيقة بأن الإنجيل هو أولا وقبل كل شيء عن الحياة الأبدية: خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا بل بمقتضى القصد والنعمة التي أعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أظهرت الآن بظهور يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2 تيموثاوس 9:1-10).

كم يحاول الشيطان أن يشغلنا بأنشطة جيدة ولكن ليس لها قيمة حقيقية في حياتنا الروحية. لهذا السبب يحرضنا بولس قائلا: المباحثات الغبية والسخيفة اجتنبها عالما أنها تولد خصومات (تيموثاوس 23:2). والخصومات تظهر عادة عندما نشن هجوما على شخص لمجرد أننا نختلف معه. وعلى عكس ذلك، فإن النضج الروحي الحقيقي يظهر في طول الأناة واللطف (غلاطية 22:5-23).

وقبل اختتام رسالته يؤكد بولس مرة أخرى ثقته من جهة المستقبل قائلا: قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملت السعي، حفظت الإيمان، وأخيرا قد وضع لي إكليل البر الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل وليس لي فقط بل لجميع الذين يحبون ظهوره أيضا (2 تيموثاوس 6:4-8).

 

شواهد مرجعية:

2 تيموثاوس 19:2 (انظر عدد 5:16).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب من الرب أن يعلمك طرقه (مزمور 11:27).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 5 : 10