FREE media players is required to listen to the audio

5 كانون الأول (ديسمبر)

مقدمة لسفر فيلبي

اقرأ فيلبي 1 -- 4

كان أعداء المسيح الدينيون قد تتبعوا بولس عبر آسيا وأوروبا وأخيرا تمكنوا من اعتقاله في قيصرية حيث مكث لمدة سنتين. ونتيجة لتظلمه، فلقد تم نقله إلى روما لكي يحاكم أمام الإمبراطور. وبما أن بولس كان رومانيا، فلقد كان من حقه أن يستأجر بيتا خاصا به، بشرط أن يظل مقيدا نهارا وليلا مع أحد الجنود الرومان.

فبينما استطاع أعداء بولس أن يوقفوه عن التبشير في اليهودية، إلا أن سجنه أعطاه الفرصة أن يشارك الأخبار السارة عن يسوع المسيح مع جنود الإمبراطورية الرومانية. وقد كانت هذه فرصة عظيمة إذ كان يتم تغيير الحرس ربما ثلاث أو أربع مرات في اليوم. وقد كتب بولس إلى أهل فيلبي قائلا: أريد أن تعلموا أيها الإخوة أن أموري قد آلت أكثر إلى تقدم الإنجيل، حتى أن وثقي قد صارت ظاهرة في المسيح [أي أصبح الجميع يعلمون أني مسجون من أجل خدمة المسيح] في كل دار الولاية وفي باقي الأماكن أجمع (فيلبي 12:1-13). وقد عرف أيضا الجميع من بولس أنه مسرور بترك مصير حياته ومماته بالكامل في يدي الرب.

وقد أصبح الكثيرون من بيت قيصر (فيلبي 22:4) أتباعا للمسيح من خلال شهادة ذلك السجين. فإنه لم يسجن من أجل سرقة أو قتل أو أي عمل شرير، بل من أجل تعريف الآخرين بطريق الخلاص. وقد تخلى عن العمل المرموق واختار بدلا منه أن يعيش حياة التعب المتواصل والمشقات والاضطهادات والتي انتهت بالموت العنيف. لكنه فعل ذلك بدون تردد، ولعلمه بما ينتظره في المستقبل قال: من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية ... لأعرفه ... وقوة قيامته (فيلبي 8:3،10).

لدى كل منا رغبة طبيعية للأشياء المادية. فنتعلق ببيوتنا وبالأشخاص المحيطين بنا. لكن الرسول بولس كان قد تغلب على الأشياء المادية المجردة، وكانت خططه وآماله وأفكاره كلها مركزة في المسيح. كان المسيح هو حياته وهذا يظهر في إشاراته المتعددة إلى المسيح يسوع الرب في هذه الرسالة الصغيرة، رسالة الفرح.

والسؤال الهام الذي يخص كل واحد منا الآن هو: هل أنا متمسك بكلمة الحياة لافتخاري في يوم المسيح [أي لأجد شيئا أفتخر به في يوم يسوع المسيح] بأني لم أسع باطلا ولا تعبت باطلا؟ (فيلبي 16:2).

قد يكون عملنا في هذه الحياة في السياسة، أو الجيش، أو التجارة، أو التعليم، أو الحرف اليدوية، أو تدبير المنزل. ولكن بغض النظر عن أعمالنا، يجب أن يكون لنا هدف واحد في الحياة هو أن نفعل في كل حين ما يرضيه (يوحنا 29:8).

لا يمكننا بعد الآن أن نتخذ من الظروف عذرا لكي نعفي أنفسنا من المشاركة في خدمة المسيح - لأن ما فعله بولس في سجن روما يمكن أن يحدث في أي مكان آخر. لقد تعلم بولس أن الله يستخدم عادة العداوات لينمي فينا الصبر ويختبر محبتنا، وذلك من أجل تقدم الإنجيل. فالمسيحية الحقيقية هي التشبه بالمسيح، ودعوة المسيح الوحيدة هي هذه: كما أرسلني الآب أرسلكم أنا (يوحنا 21:20).

يجب أن تكون خسائرنا الشخصية ثانوية في تحديد قراراتنا لأن ولاءنا هو للمسيح؛ لذلك دعونا نقول أيضا مع بولس: لي الحياة هي المسيح، والموت هو ربح (فيلبي 21:1).

 

أفكار من جهة الصلاة:

ثق في الرب في جميع الأوقات (مزمور 10:9).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

2 كورنثوس 5 : 10