4 كانون الأول (ديسمبر)
اقرأ أفسس 4 -- 6
إن المرارة تجاه الآخرين تنتج
عادة من روح الانتقاد وعدم
الغفران. فبالنسبة للبعض تكون
المرارة رد فعل تجاه الذين أساءوا
إليهم بشدة حتى أنهم لا يستطيعون
أن يغفروا لهم. ولكن بنعمة المسيح
يجب أن نطرح كل أفكار الكراهية
والنية السيئة بدون استثناء ونجعل
روح المسيح الصادقة -رحمته ومحبته
- تفيض من خلالنا. ليرفع من
بينكم كل مرارة وسخط وغضب وصياح
وتجديف مع كل خبث (أفسس
31:4).
فبدلا من المرارة والغضب، لتكن
هناك سماحة قلب؛ وكونوا لطفاء
بعضكم نحو بعض شفوقين متسامحين
كما سامحكم الله أيضا في المسيح
(أفسس 32:4).
الصياح هو انفجار الغضب
والرغبة في مقابلة الأذى بالمثل -
إنه المطالبة برد الاعتبار بلهجة
صاخبة وجارحة - وهو يحدث كرد فعل
تجاه الشخص الذي لم يحقق لنا
توقعاتنا.
والأخطر منه هو خطية
التجديف (أي التكلم بالسوء
على الآخرين). فإن اغتياب الآخرين
والافتراء عليهم وتشويه سمعتهم هي
إهانة لله نفسه. وهي مذكورة ضمن
الخطايا السبع التي يبغضها الله
أكثر من الكل (أمثال 16:6-19).
والخبث هو الرغبة في
إلحاق الأذى بالآخرين وإيلامهم -
وهو شر يدينه المسيح ويساويه
بالقتل.
فبدلا من أن نسمح لأفكار
المرارة والغضب والخبث أن تدمرنا،
علينا أن تكون ردود أفعالنا بشفقة
ولطف. علينا أن نصلي من أجل الذين
يسيئون إلينا بنفس الإخلاص الذي
نصلي به من أجل الأصدقاء، مثلما
كان استفانوس يصلي أثناء رجمه
للموت قائلا: يا رب لا تقم لهم
هذه الخطية (أعمال 60:7).
إن وجود أي من هذه الشرور يدمر
ليس فقط سلام الذهن، بل أيضا
السلام مع الله. ويمكننا أن نتغلب
على هذه المشاعر أو العواطف بأن
نجعل الروح القدس الساكن فينا
يسود على حياتنا.
بسبب الروح القدس الساكن فينا،
فإن كل مؤمن يُعتبر ممثلا للرب
يسوع المسيح ومسئولا، بل قادرا
أيضاً على التجاوب بمحبة مع
الأعداء كما مع الأصدقاء.
مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح
برباط السلام ... صادقين في
المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك
الذي هو الرأس المسيح، الذي منه
كل الجسد مركبا معا ومقترنا ...
حسب عمل على قياس كل جزء [أي
عندما يؤدي كل فرد وظيفته خير
أداء] يحصل نمو الجسد لبنيانه
في المحبة (أفسس 3:4،15-16).
إن أحد الأسباب العظيمة التي
من أجلها يأمرنا الرب هو ألا نترك
اجتماعنا معا (عبرانيين 25:10).
فإننا نستطيع داخل الكنيسة أن
نتحد معا في أعمال تعبر عن محبة
الله ونصلي من أجل تشجيع ومباركة
الآخرين الذين يحتاجون إلى الحب.
إن محبة الله هي قوة موحدة. من
أجل ذلك نتعاون مع الله ومع سائر
المؤمنين بهدف إعلان محبته إلى
عالم هالك، فتظهر فينا أعظم
الثمار والإنجازات لأننا نكون
خاضعين بعضنا لبعض في خوف الله
... لأننا أعضاء جسمه (أفسس
21:5،30).
شواهد
مرجعية:
أفسس 8:4 (انظر مزمور 18:68)؛
أفسس 25:4 (انظر زكريا 16:8)؛
أفسس 26:4 (انظر مزمور 4:4)؛
أفسس 31:5 (انظر تكوين 24:2)؛
أفسس 2:6-3 (انظر خروج 12:20؛
تثنية 16:5).
أفكار من
جهة الصلاة:
سبح الرب وأخبر الآخرين عن
محبته الرائعة (مزمور 1:9).
آية الأسبوع للحفظ:
2 كورنثوس 5 : 10