FREE media players is required to listen to the audio

8 تشرين الثاني (نوفمبر)

اقرأ يوحنا 19 -- 21

في هذا الأصحاح الأخير من إنجيل يوحنا، يجذب الرب انتباهنا إلى أحد الاحتياجات العظمى في حياة التلميذ، إذ قال لبطرس ثلاث مرات: أتحبني أكثر من هؤلاء؟ ... ارع غنمي (يوحنا 15:21-17).ولكن لكي ندرك أهمية هذا الكلام دعونا نرجع إلى مشهد حدث قبل الصلب مباشرة. قال بطرس للرب بمنتهى الثقة: وإن شك فيك الجميع فأنا لا أشك ... ولو اضطررت أن أموت معك لا أنكرك (متى 33:26،35).

كان بطرس واثقا أن إخلاصه ومحبته للمسيح قوية جدا حتى أن كل ظروف الحياة لا يمكن أن تجعله يتخلى عن سيده، حتى وإن فشلت أمانة ومحبة جميع التلاميذ الآخرين. ولكن لم تمر سوى بضعة ساعات، حتى أنكر بطرس الرب، ليس مرة واحدة بل ثلاث مرات (متى 34:26).

يمثل بطرس كل مؤمن حقيقي بالمسيح. كانت كلماته واضحة أمام جميع التلاميذ والرسل الآخرين. كانت سقطته، والسبب الذي أدى إليها، وطريقة رد نفسه، مثالا للموارد التي أعدها الرب لنا في رحمته ورأفته حتى أننا إن أنكرناه - سواء بالكلام أو بالفعل - نستطيع أن ننهض مرة أخرى ونصير غالبين.

قبل أن ينكر بطرس المسيح بمدة طويلة، قال له يسوع: سمعان سمعان هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة، ولكني طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوتك (لوقا 31:22-32). لم يطلب الرب من أجل سمعان أن لا يسقط، ولكن أن لا يفنى إيمانه. في سلوكنا المسيحي، نحتاج جميعا، مثل بطرس، أن ندرك خطورة فخ الثقة بالنفس، لأنه يمكن أن تتسلل الكبرياء إلى أي مؤمن وهي عادة تنتظر الفرصة للإعلان عن نفسها. كانت سقطة بطرس المريعة لازمة لكي نتعلم جميعا خطورة الثقة في النفس. وهي أيضا تجعلنا ندرك أهمية الصلاة، إذ أن الرب يسوع كان قد حذر تلاميذه قائلا: صلوا لئلا تدخلوا في تجربة (لوقا 46:22).

لقد أنكر بطرس الرب ثلاث مرات قبل صلبه، وثلاث مرات سأل الرب بطرس قائلا: أتحبني؟ هل كان يسوع يريد أن يقول له: "أتحبني أكثر مما يحبني باقي الرسل؟ أم أكثر من أعمال الصيد التي تديرها؟ أم أكثر من الأصدقاء والأهل؟" لقد عرف بطرس أنه خذل الرب بكل معنى الكلمة وأنه تاب توبة حقيقية (يوحنا 55:22-62).

عندما سأل يسوع سمعان بطرس قائلا: أتحبني أكثر من هؤلاء؟ (يوحنا 15:21)، استطاع بطرس أن يدرك مدى ضعف الحكمة البشرية وعدم جدوى الثقة في النفس والأهمية القصوى للتواضع.

كم نشعر بالامتنان لأن الرب يسوع لم يوجه لبطرس أية من كلمات الإدانة، أو التخجيل، أو الانتقاد من أجل سقطته، ولا حتى من أجل افتخاره. فعندما نرى سقطات الآخرين لنتذكر كيف تعامل الرب مع بطرس، ليس بالتقريع ولا بروح التعالي.

كم من المرات وثقنا نحن أيضا في إخلاصنا للرب يسوع، إلى درجة الاعتقاد بأننا أكثر روحانية من الآخرين! ولكن على النقيض الآخر، فإن السقطات قد تؤدي أحيانا إلى الشعور بالفشل وإلى الانسحاب من خدمة الرب. يوجّه الرب لنا جميعا السؤال: أتحبني أكثر من هؤلاء؟ أي بالمقارنة مع محبتنا للأشخاص الآخرين وللأمور الأخرى التي تستهوي طبيعتنا البشرية. في أحيان كثيرة نحتاج أن ننحي بعض الأشياء جانبا أو أن نتخلى عنها لكي ننال امتياز المشاركة في خدمة كلمة الرب. فعند التفكير في ما ينبغي أن تفعله، تذكر دائما كلمات الرب: أتحبني؟.. ارع غنمي (يوحنا 15:21-17).

 

شواهد مرجعية:

يوحنا 24:19 (انظر مزمور 18:22)؛ يوحنا 36:19 (انظر خروج 46:12؛ مزمور 20:34)؛ يوحنا 37:19 (انظر زكريا 10:12).

 

أفكار من جهة الصلاة:

صل وسبح الرب بروح الشكر من أجل جوده (مزمور 1:107،22).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

1 كورنثوس 6 : 10