7 تشرين الثاني (نوفمبر)
اقرأ يوحنا 17 -- 18
في صلاته، كشف يسوع كيف أن
كلمة الله الساكنة في أتباعه تنشئ
فيهم بغضة للخطية ورغبة في
الانفصال عن أمور العالم سواء
بالفكر أو بالفعل. لقد صلى قائلا:
قدسهم في حقك، كلامك هو حق
(يوحنا 17:17).
عندما كان المسيح على الأرض،
لم يعزل نفسه عن الخطاة ولم يشترك
في أنشطتهم. لقد أعلن بأمانة طريق
الحق. وعندما صلي من أجل المؤمنين
- الذين هم ليسوا من العالم
(يوحنا 14:17)، لم يطلب من الآب
أن يأخذهم من العالم
(يوحنا 15:17). وإنما صلى قائلا:
كما أرسلتني إلى العالم
أرسلتهم أنا إلى العالم
(يوحنا 18:17). بعد ذلك صلى من
أجلك ومن أجلي قائلا: بل أيضا
من أجل الذين يؤمنون بي بكلامهم
(يوحنا 20:17). لقد أوضح تماما أن
لأتباعه هدف أسمى بكثير من السعي
للحصول على النفوذ والشعبية
والقوة والثروة المادية بهدف
المتعة الشخصية. فإن كل هذه
الأشياء يجب أن تستخدم لإتمام
مشيئته: كما أرسلني الآب
أرسلكم أنا (يوحنا 21:20).
إن الهدف الأسمى لمجيء المسيح
إلى هذا العالم هو أن يَخلُص
به العالم (يوحنا 17:3). في
إنجيل متى، أعلنت الملائكة أن
يسوع يخلص شعبه من خطاياهم
(متى 21:1). وفي إنجيل مرقس، قال
يسوع أنه لم يأت ليدعو أبرارا
بل خطاة إلى التوبة (مرقس
17:2). والرسالة المحورية في
إنجيل لوقا هي أن المسيح قد جاء
إلى العالم ليطلب ويخلص ما قد
هلك (لوقا 10:19).
ولتوصيل رسالة محبته المخلصة
إلى العالم، يعتمد المسيح علينا،
نحن تلاميذه، ويعمل من خلالنا، إذ
يقول: كما أرسلني الآب أرسلكم
أنا (يوحنا 21:20). ولا ينبغي
أن نتوقع من الخطاة أن يأتوا
إلينا ويسألونا كيف ينالوا
الخلاص. إنها مسئوليتنا نحن أن
نذهب إليهم بالأخبار السارة عن
الحياة الأبدية. نحن هنا ليس من
أجل خدمة المصالح الذاتية أو من
أجل تحقيق النجاح الاجتماعي أو
المادي، كما فعل المزارع الذي
ازدهر عمله ففكر في أن يهدم
مخازنه ويبني أعظم منها (لوقا
18:12). لقد كان هذا الرجل الناجح
"غبيا" في نظر الرب (يوحنا
20:12). نحن موجودون هنا في
العالم من أجل تحقيق هدف الله
المعلن في الأناجيل الأربعة. إن
الله يتوقع منا أن نستخدم وزناتنا
كوكلاء أمناء لتوصيل كلمته إلى
العالم.
لقد اختارنا الله لكي نحبه
ونطيعه ولكي نشجع الآخرين على
القيام بالمثل. وهو لم يتركنا
نقوم بهذه المهمة بقوتنا
الذاتية،ولكن بنعمته يعدنا على
قدر ما نخضع إرادتنا له.
وبدءا بأنفسنا دعونا نعمل على
تحقيق صلاته بخصوص وكالتنا على
ممتلكاته التي ائتمنا عليها وأيضا
في أسلوب تعاملنا مع المؤمنين
الآخرين. إن روح الوحدة يجب أن
تكون واضحة في بيوتنا، ومع من
نشترك معهم، وأيضا مع سائر
المؤمنين الذين لا يعبدون المسيح
بنفس الطريقة تماما التي نعبده
نحن بها. إن علاقتنا مع المسيح
توحدنا مع جميع تابعيه الحقيقيين.
ونحن ننتظر رجوع الرب، دعونا نعمل
كل ما بوسعنا على تحقيق صلاة
السيد فينا : أيها الآب القدوس
احفظهم في اسمك الذين أعطيتني
ليكونوا واحدا كما نحن ... أنا قد
أعطيتهم كلامك والعالم أبغضهم
لأنهم ليسوا من العالم ... تحفظهم
من الشرير ... قدسهم في حقك ...
كما أرسلتني إلى العالم أرسلتهم
أنا إلى العالم (يوحنا
11:17،14-15،17-18).
أفكار من
جهة الصلاة:
سبح الرب من أجل فدائك (مزمور
4:103).
آية الأسبوع للحفظ:
1 كورنثوس 6 : 10