6 تشرين الثاني (نوفمبر)
اقرأ يوحنا 13 -- 16
في الساعات التي تلت عشاء
الفصح وقبل تسليم يهوذا للمسيح،
تركزت الكلمات الأخيرة ليسوع مع
الأحد عشر تلميذا على خمس حقائق
هامة لا يمكن الفصل بينها. أولى
هذه الحقائق هي ضرورة محبة بعضهم
بعضا - كما أحبهم هو
(يوحنا 34:13-35). ويوجد هنا تغير
حقيقي في مفهوم الحب - ليس فقط أن
نحب الآخرين كما نحب أنفسنا ولكن
كما أحبنا الله. فيجب أن تكون
محبتنا محبة مضحية وباذلة. بعد
ذلك يتكلم الرب عن قوة الصلاة:
إن سألتم شيئا باسمي فإني أفعله
(يوحنا 14:14). ثم يصور الرب
اتحاده بتلاميذه بمثل الكرمة
والأغصان: أنا الكرمة وأنتم
الأغصان (يوحنا 5:15). وبعدها
يتكلم عن ضرورة إطاعة كلمته:
أنتم أحبائي إن فعلتم ما أوصيكم
به (يوحنا 21:14؛
7:15،10،14). ويختتم بالكلام عن
موارد الروح القدس غير المحدودة
فهو يرشدكم إلى جميع الحق
(يوحنا 13:16).
لقد أوضح المسيح لتلاميذه
العلاقة الوثيقة بين الصلاة وبين
الحصول على الروح القدس قبل بدء
خدمته، إذ نقرأ عنه: اعتمد
يسوع أيضا، وإذ كان يصلي ... نزل
عليه الروح القدس (لوقا
21:3-22). وقد أوضح لهم بعد ذلك
أهمية كلمة الله للانتصار على
الشيطان، إذ هزم الشيطان على جبل
التجربة بقوله: ليس بالخبز
وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة
تخرج من فم الله (متى 4:4).
وكانت طاعته الكاملة ووحدته مع
الآب واضحة في قوله لتلاميذه:
طعامي أن أعمل مشيئة الذي أرسلني
(يوحنا 34:4). وقد سمعوه أيضا في
أحيان كثيرة يصلي إلى الآب (يوحنا
11:6؛ 41:11؛ 28:12).
إن الإيمان بيسوع كشفيعهم كان
ينبغي أن يظهر الآن في صلاتهم
باسمه: مهما سألتم باسمي فذلك
أفعله ليتمجد الآب بالابن
(يوحنا 13:14) - هذه هي القوة
التي لا يمكن أن تفشل.
والقوة في الصلاة لا تكمن في
أن نقول في نهاية صلواتنا "باسم
يسوع". ولكن "باسمي" معناها أن
نطلب ما كان سيطلبه هو وأن نعيش
كما كان يعيش هو إرضاء للآب، وأن
نصلي من أجل ما يكرّمه ويمجده (1
يوحنا 14:5-15). عندما نسأل باسم
يسوع يعني أن نطلب أولا ملكوت
الله وبره (متى 33:6). إن
ثبتم فيّ وثبت كلامي فيكم تطلبون
ما تريدون فيكون لكم (يوحنا
7:15).
إن مَثَل الكرمة والأغصان
يصوّر الوحدة المطلقة بين إرادتنا
وإرادة المسيح. هناك علاقة وثيقة
بين المسيح وشعبه. إن جذع الكرمة
الرئيسي لا يعطي ثمرا، إنما الهدف
منه هو حمل الأغصان وإمدادها
بالحياة لتعطي ثمرا. إننا جميعا
معرضون لطلب المديح والشهرة من
أجل ما أنجزناه، ولكن ينبغي أن لا
ننسى أن الثمر الجيد مصدره الكرمة
(المسيح) الذي يزودنا بكل ما
نحتاج إليه. والكلمة التي تتكرر
كثيرا في هذا المثل هي "يثبت" فهي
تأتي 10 مرات في الأعداد العشرة
الأولى. وبالمقابلة مع ذلك: إن
كان أحد لا يثبت فيّ يُطرح خارجا
كالغصن [أي كغصن منفصل عن
شجرته].. ويطرحونه في النار
(يوحنا 6:15؛ 21:14،24).
إن الثمر الحقيقي والوحيد الذي
تباركه السماء هو ما يصدر عن
الروح القدس: فهو يرشدكم إلى
جميع الحق. والفكرة التالية
مختصة أيضا بالروح القدس: لأنه
لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع
يتكلم به ويخبركم بأمور آتية
(يوحنا 13:16). يا لها من نقطة
هامة يجب علينا جميعا أن نتذكرها
وهي أن الحق لا يُكتشف من الناس،
لكنه يُعلن بواسطة الروح القدس (1
كورنثوس 14:2). الجسد لا يفيد
شيئا. الكلام الذي أكلمكم به هو
روح وحياة (يوحنا 63:6).
شواهد
مرجعية:
يوحنا 18:13 (انظر مزمور
9:41)؛ يوحنا 25:15 (انظر
مزمور 19:35؛ 4:69).
أفكار من
جهة الصلاة:
ابدأ كل يوم بالصلاة (مزمور
13:88).
آية الأسبوع للحفظ:
1 كورنثوس 6 : 10