5 تشرين الثاني (نوفمبر)
اقرأ يوحنا 11 -- 12
كان يسوع في بيرية على الجانب
الشرقي من نهر الأردن عندما حضر
رسل من عند مريم وأختها مرثا
يخبرونه بأن لعازر مريض (يوحنا
1:11-2).
فكانت إجابته لتلاميذه بأن هذا
المرض ليس للموت بل لأجل مجد الله
ليتمجد ابن الله به (يوحنا
4:11).ولكنه ظل في بيرية لمدة
يومين وبعد ذلك قال لهم: لعازر
حبيبنا قد نام، لكني أذهب لأوقظه
(يوحنا 11:11).
وأخيرا وصل المعزي الحقيقي إلى
بيت عنيا، ولكن الوقت كان يبدو
أنه قد تأخر جدا لتعزية الأختين.
فقالت مرثا ليسوع: يا سيد، لو
كنت ههنا لم يمت أخي (يوحنا
21:11). بالنسبة للعالم غير
المؤمن، الموت هو أبشع كلمة
عرفتها البشرية؛ ولكن بالنسبة
للذين هم في المسيح، الموت له
معنى خاص: لعازر حبيبنا قد نام.
ولا بد أن الذهول أصاب مريم
ومرثا عندما وقف الرب أمام هذا
القبر اليهودي الذي أُغلق بحجر
كبير (يوحنا 38:11) وأمر الناس
فجأة أن يرفعوا الحجر
(39:11). وبلا شك، إنها كانت
تجربة مهيبة عندما خرج لعازر
ويداه ورجلاه مربوطة بشرائط من
الكتان الأبيض، وحركته الجسدية
مقيدة بسبب أربطة الكفن.
لقد قصد يسوع أن يتأخر في
الرجوع إلى بيت لعازر، منتظرا أن
يؤدي مرضه إلى الموت. ومع أنه قد
تسبب في ألم وحزن الأختين، إلا
أنه قد أضاف مفهوما أعمق جدا عن
معنى الحياة الأبدية (يوحنا
21:11،25-26).
ويشير هذا أيضا إلى أن فهمنا
البشري يعجز كثيرا عن معرفة ما هو
حقا الأفضل لحياتنا - فغالبا
عندما نظن أن صلاتنا غير مستجابة،
تكون الإجابة فقط مؤجلة من أجل
شيء أفضل.
ولا زال ينطبق علينا اليوم ما
قاله يسوع حينئذ: وأنا أفرح
لأجلكم إني لم أكن هناك لتؤمنوا
[أي لتثقوا فيّ وتعتمدوا
عليّ] (يوحنا 15:11). كان يسوع
فرحا في بيرية بينما كانت الأختان
حزينتين في بيت عنيا، أما
التلاميذ فلم يكونوا قد فهموا بعد
معنى أن لعازر حبيبنا قد نام
(يوحنا 11:11). قال يسوع: أنا
هو القيامة والحياة (يوحنا
25:11).
كانت توقعات مرثا، وأيضا مريم،
متجهة إلى القيامة المستقبلية
في اليوم الأخير (يوحنا
24:11)، ولكن يسوع تخطى حدود
إيمانهم مقدما إعلانا جديدا عن
القيامة. من آمن بي ولو مات
فسيحيا (يوحنا 25:11). لقد
فتحت هذه المعجزة باباً لكي نتّخذ
منه معنى خاصا وجديدا لحياة
القيامة.
من خلال هذه المعجزة أي إقامة
لعازر، أصبح من الواضح دون أدنى
شك أن الموت بالنسبة للمسيحي هو
مثل النوم الذي ننامه بضعة ساعات
ثم نقوم منتعشين، كذلك أيضا الذين
يموتون في المسيح يستيقظون في
الحال ليصبحوا في محضر الرب. إن
الموت هو مجرد باب يقودنا إلى حيث
يرحب بنا مخلصنا الرب الذي أعطانا
حياة أبدية.
إن موت المؤمنين هو انتقال
مفرح، أو رحيل طبيعي من موطن
الموت إلى موطن الحياة الأبدية
حيث يرحب بنا مخلصنا الرب. إن
حياة الإيمان لا تتجزأ - لن
يموت إلى الأبد (يوحنا
26:11). فالموت لا يقطع الحياة
بأي صورة من الصور، فنثق ونسر
بالأولى أن نتغرّب عن الجسد
ونستوطن عند الرب (2 كورنثوس
8:5).
شواهد
مرجعية:
يوحنا 13:12 (انظر مزمور
26:118)؛ يوحنا 15:12 (انظر
زكريا 9:9)؛ يوحنا 38:12
(انظر إشعياء 1:53)؛ يوحنا
40:12 (انظر إشعياء 9:6-10).
أفكار من
جهة الصلاة:
صلوا من أجل بلدنا وجميع
المسئولين فيه (مزمور
1:67-7).
آية الأسبوع للحفظ:
عبرانيين 3 : 15