FREE media players is required to listen to the audio

4 تشرين الثاني (نوفمبر)

اقرأ يوحنا 9 -- 10

ثار شغب في الهيكل أثناء عيد المظال عندما أعلن يسوع قائلا: الحق الحق أقول لكم قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن. فرفعوا حجارة ليرجموه. أما يسوع فاختفى وخرج من الهيكل مجتازا في وسطهم ومضى هكذا (يوحنا 58:8-59).

وفيما هو مجتاز رأى إنسانا أعمى منذ ولادته (يوحنا 1:9). ولما سأله تلاميذه: من أخطأ هذا أم أبواه حتى ولد أعمى؟ (يوحنا 2:9)، كانت إجابة الرب بأنه قد ولد أعمى لتظهر أعمال الله فيه (يوحنا 3:9). ثم تفل على الأرض وصنع من التفل طينا وطلى عيني الأعمى. وقال له اذهب اغتسل في بركة سلوام (يوحنا 6:9-7). كان من الممكن أن يقول الرجل الأعمى: "ليس لي أحد ليقودني. ربما أعثر أو أسقط أو أضل الطريق". ولكنه آمن، وأطاع، فأتى بصيرا -وهو لم يبصر فقط جسديا بل أبصر أيضا روحيا أن يسوع هو المسيا الملك الذي تنبأ عنه الأنبياء - أبصر أنه نور العالم ... وسجد له (يوحنا 12:8؛ 5:9،38).

ولكن بالنسبة للفريسيين، كانت هذه المعجزة مجرد فرصة أخرى لتوجيه الأسئلة المحرجة - هذه المرة سألوا الرجل الذي كان أعمى. وبمنتهى الفرح قص عليهم هذا الرجل قصة شفائه الرائعة وأضاف قائلا: أعلم شيئا واحدا، أني كنت أعمى والآن أبصر (يوحنا 25:9).

وإذ استمر الفريسيون يلحون عليه بالأسئلة، أجابهم الرجل ساخرا: إن في هذا عجبا أنكم لستم تعلمون من أين هو وقد فتح عينيّ. منذ الدهر لم يسمع أن أحدا فتح عيني مولودا أعمى (يوحنا 30:9-32).

لقد حصل على أعظم هدية في حياته. يا له من اختبار رائع! ولكن رجال السلطة الدينية أخرجوه خارجا (يوحنا 34:9). فوجده الرب يسوع وعندئذ أعلن له المزيد عن شخصه كابن الله (يوحنا 34:9-41).

إن هذا الرجل الذي كان أعمى منذ ولادته يصور بدقة الحالة الرهيبة التي يكون عليها الإنسان بالطبيعة. فالإنسان الطبيعي، مهما حاول أن يكون صالحا، هو في الواقع أعمى روحيا (أفسس 18:4)؛ ولهذا السبب فهو لا يرى حالته البشعة، ولا الموت الأبدي الرهيب الذي ينتظره. والأكثر من ذلك فهو لا يرى حاجته إلى المخلص، وهذا ما قاله الرب يسوع: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله (يوحنا 3:3). إن هذا الرجل الذي ولد أعمى يبين بلا أدنى شك أن قصد الله الأبدي يقدر أن يستخدم جميع الأحزان والآلام والإعاقات، وجميع الكوارث لأجل خيرنا ولأجل مجده. ربما لا يتحقق ذلك في اللحظة التي نريدها، فإن هذا الرجل اضطر أن ينتظر 30 سنة، ولكن الرب في وقته لا بد أن يتمجد من خلال هذه الأمور كلها (يوحنا 23:9).

نحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله الذين هم مدعوون حسب قصده (رومية 28:8).

 

شواهد مرجعية:

يوحنا 34:10 (انظر مزمور 6:82).

 

أفكار من جهة الصلاة:

ثق في الرب واعتمد عليه، فإنه هو ملجأك (مزمور 8:62).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

عبرانيين 3 : 15