2 تشرين الثاني (نوفمبر)
اقرأ يوحنا 4 -- 5
يذكر يوحنا حادثة مميزة حدثت
في الطريق إلى بحر الجليل. لقد
كان يسوع قد تعب من السير لمسافة
40 ميلا (64 كيلومترا) من
اليهودية إلى السامرة، فجلس
ليستريح عند بئر يعقوب بينما ذهب
تلاميذه إلى القرية ليشتروا
طعاما. ولم يكن بالصدفة أنه أثناء
جلوسه أتت امرأة سامرية إلى البئر
لتستقي ماء. فإن هذا هو السبب
الحقيقي الذي لأجله كان لابد
أن يجتاز السامرة (يوحنا
3:4-4) - أن يعلن بأن محبة الله
تشمل السامريين أيضا. وفي المعتاد
كان اليهودي لا يجتاز عبر السامرة
وبالأولى لا يتكلم مع امرأة
سامرية. ولكن يسوع كان يعرف
الفراغ والاحتياج الموجودين في
حياة هذه المرأة.
وبينما كان يستريح، دفعه عطفه
الشديد أن يطلب منها شربة ماء
(يوحنا 7:4). فاندهشت قائلة:
كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي
وأنا امرأة سامرية؟ لأن اليهود لا
يعاملون السامريين. فأجاب يسوع
وقال لها: لو كنت تعلمين عطية
الله ومن هو الذي يقول لك أعطيني
لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماء
حيا (9:4-10).
ومن الواضح أنها كانت ممتلئة
بالشكوك والتساؤلات: لا دلو لك
والبئر عميقة (يوحنا 11:4)؛
ألعلك أعظم من أبينا يعقوب؟
(يوحنا 12:4)؛ آباؤنا سجدوا في
هذا الجبل وأنتم [أي اليهود]
تقولون أن في أورشليم الموضع
الذي ينبغي أن يسجد فيه
(يوحنا 20:4). فلقد تعلَّمَت أن
السامريين يجب أن يعبدوا على جبل
جرزيم، أما اليهود فقد كانوا
يؤمنون بأن أورشليم هي المكان
الوحيد للعبادة.
لم يكن الاحتياج الحقيقي لهذه
المرأة مختصا بهذا الجبل أو
بأورشليم (يوحنا 20:4)، بل كان
مختصا بما يجب أن تفعله بخطاياها.
لقد كانت تحتاج إلى الخلاص قبل أن
يصبح في استطاعتها أن تعبد في أي
مكان. كانت تعرف كل شيء عن
أبيها يعقوب (12:4)، ولكنها
لم تكن تعرف شيئا عن عطية الله،
المخلص الذي يعطي الحياة الأبدية
(10:4). كانت أفكارها مثبتة على
مشكلة أين تعبد - وليس
من تعبد - وهذا ما زال يحدث
في أيامنا. فعندما يفيق الناس
لأول مرة على احتياجهم إلى شيء
أكثر إشباعا مما يستطيع العالم أن
يعطيه، فإنهم ينشغلون بأسئلة تختص
بعضوية الكنيسة، والمعمودية،
والاعتراف، وأشياء أخرى كثيرة
ليست لها "أهمية"، وعادة يتحول
الخاطئ إلى متدين، باحثا عن بعض
الوسائل لإشباع جوعه الروحي من
خلال أعمال البر (تيطس
5:3).
أصبح الوقت الآن مناسبا للرب
أن يجعل هذه المرأة ترى احتياجها
الملح على حقيقته، فقال لها:
اذهبي وادعي زوجك وتعالي إلى هنا
(يوحنا 16:4). وإذ كانت قد تزوجت
خمس مرات، والذي يعيش معها الآن
ليس زوجها، فمن الواضح أن حياتها
كانت خالية من الشبع الذي كانت
تتوق إليه بشدة. فهذه المرأة
السامرية كان لديها عطش لا يمكن
للدين أو العالم أن يرويه. لقد
وصلت إلى نقطة تحول في حياتها
عندما أعلن لها المسيح عن نفسه
أنه هو الذي يسدد احتياجها الروحي
العظيم. وإذا بنا نسمعها تقول:
أعطني هذا الماء لكي لا أعطش
(يوحنا 15:4).
إن الماء الذي يتفرّد يسوع
بإعطائه يمنح الحياة. وعلى جميع
آبار العالم يجب أن تكتب هذه
الكلمات: كل من يشرب من هذا
الماء يعطش أيضا. ولكن من يشرب من
الماء الذي أعطيه أنا فلن يعطش
إلى الأبد (يوحنا 13:4-14).
أفكار من
جهة الصلاة:
تشفع في الصلاة من أجل
الآخرين، عالما أن الله يسمع
صلاتك (2 أخبار 18:30-20).
آية الأسبوع للحفظ:
عبرانيين 3 : 15