12 تشرين الأول (أكتوبر)
اقرأ متى 27 -- 28
كان بيلاطس هو الحاكم الروماني
على اليهودية والسامرة. وقد كانت
سلطته مطلقة. ومع أنه كان قد وضع
المسئوليات القضائية في يد
السنهدريم في أورشليم، إلا أن
روما وحدها كان لها الحق في تطبيق
حكم الموت. وعندما طالب يهود
السنهدريم بتوقيع عقوبة الإعدام
على يسوع (مرقس 64:14؛ 1:15)،
صرخوا قائلين: إننا وجدنا هذا
يفسد الأمة ويمنع أن تعطى جزية
لقيصر قائلا أنه هو مسيح ملك!
(لوقا 2:23). ومن الواضح أن هذه
التهم ليست فقط كاذبة، ولكنها
أيضا تختلف عن التهم التي من
أجلها حكموا عليه بالموت. وبعد
تداول موسع، أرسل بيلاطس يسوع إلى
هيرودس، على أمل أن تنتقل
المسئولية إلى شخص آخر. فاستهزأ
هيرودس بيسوع، وألبسه ثوبا
أرجوانيا يشبه الثياب الملكية،
وأعاده مرة أخرى إلى بيلاطس وكأنه
يقول له أن التهم لم تكن تستحق
الاهتمام الشديد. ومرة أخرى اضطر
بيلاطس أن يلتقي برؤساء الكهنة
وقادة الشعب، وقال لهم: ها أنا
قد فحصت قدامكم ولم أجد في هذا
الإنسان علة مما تشتكون به عليه
... ولا هيرودس أيضا ... لا شيء
يستحق الموت صنع منه (لوقا
14:23-15). ومع أن البراءة كانت
هي الحكم العادل الوحيد، إلا أن
بيلاطس كان في مواجهة جموع غاضبة.
لذلك لجأ إلى التأديب كوسيلة لحفظ
ماء الوجه وفي نفس الوقت لإنقاذ
يسوع من الموت، فقال لهم: أنا
أؤدبه وأطلقه (لوقا 22:23).
وكان ذلك أيضا إتماما لنبوتين:
بذلت ظهري للضاربين (إشعياء
6:50) وبحبره [أي بجلداته]
شفينا (إشعياء 5:53). لقد
احتمل مخلصنا المحب أشد الآلام
الجسدية والذهنية والنفسية
والروحية بدلا منا. فإن الكلمات
لا تستطيع أن تصف هذا الحدث
الرهيب.
ولكن اليهود قصدوا أن يهددوا
بيلاطس في ذات منصبه فقالوا له:
كل من يجعل نفسه ملكا يقاوم
قيصر! (يوحنا 12:19). فلم
يستطع بيلاطس أن يطلق سراح يسوع،
فأخذ ماء وغسل يديه قدام الجمع
قائلا: إني برئ من دم هذا البار،
أبصروا أنتم (متى 24:27).
وبعد ذلك تمت عملية الصلب -
بكل ما فيها من آلام مبرحة - في
موضع يُقال له جلجثة: وهو
المسمى موضع الجمجمة (متى
33:27). لذلك يسوع أيضا ...
تألم خارج الباب (عبرانيين
12:13).
وكما قال بطرس فيما بعد في
أعمال 13:3، أن بيلاطس كان مصمما
على إطلاق سراح الرب يسوع، قائلا:
لست أجد فيه علة واحدة (يوحنا
38:18)، لأنه علم أنهم أسلموه
حسدا (متى 18:27).
كان الذنب المتراكم لخطايا
العالم يمثل حملا لا يستطيع أحد
سواه أن يحمله. إن الصليب هو
شهادة للحب العظيم المتناهي الذي
كان لدى ربنا ومخلصنا من نحونا.
إن خطايانا الشخصية العديدة هي
التي جلبت عليه هذا العذاب. لذا
ينبغي علينا أن نحمده يوميا بكل
العرفان والحب من أجل ما قاساه
لكي يحررنا من الخطية. إن التفكير
المستمر في الصليب يجب أن يكون هو
الواقي لنا ضد خطايانا الإرادية
ونكران الجميل والتذمر والشكوى.
وحيث أن المسيح يسكن الآن في
كل مؤمن، فعلينا أن نحتمل بصبر
الألم والإساءة: لأنكم لهذا
دعيتم [أي أن هذا ليس منفصلا
عن دعوتكم]، فإن المسيح أيضا
تألم لأجلنا تاركا لنا مثالا لكي
تتبعوا خطواته (1 بطرس 21:2).
شواهد
مرجعية:
متى 9:27-10 (انظر زكريا
12:11-13)؛متى 34:27 (انظر
مزمور 21:69)؛ متى 35:27
(انظر مزمور 18:22)؛ متى
39:27 (انظر أيوب 4:16؛ مزمور
7:22؛ 25:109؛ مراثي 15:2)؛
متى 43:27 (انظر مزمور 8:22)؛
متى 46:27 (انظر مزمور 1:22).
أفكار من
جهة الصلاة:
اطلب من الرب أن يساعدك لكي
تعلم أولادك كلمته؛ فهي
تعطيهم الإرشاد أثناء سيرهم
في الحياة (أمثال 20:6-23).
آية الأسبوع للحفظ:
عبرانيين 3 : 12