8 تشرين الأول (أكتوبر)
اقرأ متى 18 -- 20
كانت خدمة يسوع في الجليل قد
كملت. ولم يظهر مرة أخرى في
الجليل حتى بعد قيامته. وبدلا من
أن يدخل اليهودية في طريق مباشر
عبر السامرة إلى أورشليم، سلك
الطريق الشمالي الشرقي المطول عبر
بيرية، شرق نهر الأردن، عبر المدن
العشر، وتبعته جموع كثيرة
فشفاهم هناك (متى 1:19-2).
وكان الحاكم على هذه المقاطعة
هيرودس أنتيباس، الذي كان قد قتل
يوحنا المعمدان بسبب توبيخه له
على زواجه من امرأة أخيه (متى
1:14،3؛ لوقا 1:3،19).
واستمرت العداوة الشديدة من
قادة الدين الذين تتبعوا يسوع
شمالا من أورشليم إلى الجليل. وإذ
كانوا قد وصلوا إلى منطقة هيرودس
سألوه: هل يحل للرجل أن يطلق
امرأته لكل سبب؟ (متى 3:19).
ربما ظن قادة الدين أنه إذا اتفق
الرب مع رأي يوحنا المعمدان، فإن
هيرودس أنتيباس سوف يقتله هو أيضا.
ولكنهم عرفوا أنه مهما كانت إجابة
الرب فإنها على الأقل سوف تسبب
انشقاقا بين أتباعه.
والاتجاه الشائع في تلك الأيام
والذي كان يعلم به أتباع هليّل،
وهم أصحاب مدرسة بارزة للشريعة،
كان يؤيد السماح بالطلاق لأي سبب.
ولكن كانت هناك مدرسة أخرى تابعة
لأقلية قوية محافظة هم أتباع شماي،
هذه المدرسة كانت تتمسك بكتابات
العهد القديم. وفي الموعظة على
الجبل، كان تعليم الرب مطابقا
للرأي الكتابي الدقيق عن الزواج.
وكالمعتاد، فلقد اقتبس يسوع من
المكتوب للإجابة على سؤالهم،
قائلا: أما قرأتم أن الذي خلق
من البدء خلقهما ذكرا وأنثى، وقال
من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه
ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان
جسدا واحدا؟ ... فالذي جمعه الله
لا يفرقه إنسان (متى 4:19-6).
وتستخدم هنا أقوى الكلمات الممكنة
للتعبير عن قصد الله من جهة رابطة
الزواج. وبالتالي، فإن كل من يسعى
إلى الطلاق يقاوم الله. إن المسيح
يقاوم الطلاق، فيما عدا الحالة
القصوى من الزنى المستمر، وحتى في
هذه الحالة فإن من يتزوج بمطلقة
يزني (متى 9:19؛ 1 كورنثوس
11:7،39؛ رومية 2:7-3).
ولم يذكر يسوع أن الطلاق
والزواج مرة أخرى هو الخطية التي
لا تغفر. فإن الطلاق يتضمن الفشل
في إتمام مشيئة الله الكاملة من
جهة طرفي الزواج. فإن كلا الطرفين
في حالات الطلاق يجب أن يعترفوا
بخطيتهم في عدم تحقيق خطة الله
الواحدة من الزواج. أنه أمر محزن
للرب أن يكسر العديد من المؤمنين
عهود الزواج الذي رسمه الله.
إن علاقة الزواج تصور علاقة
المسيح بالكنيسة - عروس المسيح.
ولذا فإن الطلاق والزواج مرة أخرى
يفسد هذه المقارنة (أفسس
22:5-25). ولهذا السبب فإن العهد
الجديد يعلّم بأن قادة كنيسة
المسيح، أي الرعاة والأساقفة
والشيوخ والشمامسة، يجب أن يقدموا
المثال: يجب أن يكون الأسقف
بلا لوم، بعل امرأة واحدة [أي
تزوج مرة واحدة بحسب ترجمة موفات،
أو أمينا لزوجته الواحدة بحسب
الترجمة الإنجليزية الجديدة] ...
يدبر بيته حسنا له أولاد في
الخضوع بكل وقار. وإنما إن كان
أحد لا يعرف أن يدبر بيته فكيف
يعتني بكنيسة الله؟ (1
تيموثاوس 2:3،4-5،12؛ قارن مع
تيطس 5:1-9).
شواهد
مرجعية:
متى 16:18 (انظر تثنية
15:19)؛ متى 4:19 (انظر تكوين
27:1؛ 2:5)؛ متى 5:19 (انظر
تكوين 24:2)؛ متى 7:19 (تثنية
1:24-4)؛ متى 18:19 (خروج
13:20-16؛ تثنية 17:5-20)؛
متى 19:19 (خروج 12:20؛
لاويين 18:19؛ تثنية 16:5).
أفكار من
جهة الصلاة:
ارفع صلاة شكر من أجل روعة
بركات الله(مزمور 1:18-3).
آية الأسبوع للحفظ:
عبرانيين 2 : 1