FREE media players is required to listen to the audio

6 تشرين الأول (أكتوبر)

اقرأ متى 13 -- 14

قدم يسوع بعد ذلك سبعة أمثال نبوية تختص بملكه، وذلك لأن أهم شيء كان يشغل بال الشعب اليهودي كله هو استرداد الملك الأرضي. فلقد كانوا يتوقعون من المسيا أن يؤسس مملكة أرضية قوية كتلك التي كانت لداود. وحتى بعد قيامة يسوع، كان هذا هو الاهتمام الأقصى لدى التلاميذ فسألوه قائلين: يا رب، هل في هذا الوقت تردّ الملك إلى إسرائيل؟ (أعمال 6:1). ولهذا السبب كان التلاميذ قد سألوه من قبل قائلين: لماذا تكلمهم بأمثال؟ فاقتبس يسوع من إشعياء 9:6 قائلا: لأن قلب هذا الشعب قد غلظ، وآذانهم قد ثقل سمعها، وغمضوا عيونهم (متى 10:13،15).

والأمثال السبعة هي إعلانات هامة عن أسرار ملكوت السموات التي لا يمكن أن يفهمها غير أتباعه (متى 11:13). وقد وصف يسوع أولا أربعة أنواع من ردود الفعل لدى الذين يسمعون كلمته. فإن رد الفعل عند البعض يكون اللامبالاة المدمرة لصاحبها؛ هؤلاء يمثلون البذار التي سقطت على الطريق، فجاءت الطيور وأكلتها (متى 4:13). والطيور تعني المؤثرات الخارجية الشريرة. فمهما كانت البذار ثمينة، فهي قد تسقط فقط على الأرض وليس داخل الأرض. إن بذار كلمة الله مهددة دائما بالضياع إن لم نخبئها في قلوبنا (مزمور 11:119). ولا يشعر الإنسان بضياعها لأنه لم يسبق له أن استمتع بقيمتها.

ويبدو أن البعض الآخر يتقبلون كلمة الله، ولكنهم سرعان ما يفقدون اهتمامهم؛ هؤلاء مثل البذار المزروعة على الأماكن المحجرة (متى 5:13)، أي أنه توجد صخور صلبة تحت غطاء رقيق من التربة. وحيث أن البذار تنبت بسرعة وتكبر، فإن هؤلاء "المتجددين" يبدون ممتلئين بالحيوية لأنهم يقبلون الكلمة بفرح (20:13). ولكن في غضون بضعة شهور، أو حتى بضعة أيام، يفقدون كل اهتمام روحي. وعندما يواجهون الاضطهاد أو المقاومة أو حتى التوبيخ من كلمة الله، فإنهم حالا يعثرون [ويبدأون يشكون في الشخص الذي كان ينبغي أن يثقوا فيه ويطيعوه] (متى 21:13) وذلك لأنه لا يوجد عمق حقيقي في إيمانهم.

وآخرون ينشغلون جدا بهموم العالم وغرور الغنى [أي مباهجه الخادعة] (متى 22:13). هؤلاء يمثلون البذار التي وقعت على أرض جيدة - فهم ليسوا غير مبالين كما في المثال الأول، وليسوا سطحيين كما في المثال الثاني. ولكنهم ذوي رأيين، فيسمحون للاهتمامات الأخرى أن تشغل مكانا مساويا في قلوبهم (يعقوب 8:1). والنتيجة المأساوية تكون مثل ترك الأشواك في حديقة جيدة. فتكون النتيجة أن "أشياء" أخرى تزاحم كلمة الله فتخنق الكلمة وتجعلها بلا ثمر (متى 22:13). وهذا المثل يعني أن أغلبية المدعوين "مسيحيين" في وقتنا الحالي هم على الطريق الواسع الذي يؤدي إلى الهلاك.

ولكن سقطت بعض البذار على الأرض الجيدة (متى 8:13). هذه تمثل الأقلية الذين ليس فقط يؤمنون بكلمة الله، ولكنهم يَدَعونها -أي كلمة الله - تكسر الأماكن المحجرة التي لم يتم إخضاعها لله - وتقتلع أشواك الدوافع المختلطة التي تدمر الفعالية الروحية.

إن قدرتنا على الإثمار تتوقف على مدى تحررنا من الاهتمامات المادية والاجتماعية والسياسية وغيرها من الاهتمامات فنصبح قادرين على الإتيان بثمر.. بعض مئة وآخر ستين وآخر ثلاثين (متى 23:13).

 

شواهد مرجعية:

متى 14:13-15 (انظر إشعياء 9:6-10)؛ متى 32:13 (انظر مزمور 12:104؛ حزقيال 23:17؛ 6:31؛ دانيال 12:4)؛ متى 35:13 (انظر مزمور 2:78)؛ متى 41:13 (انظر صفنيا 3:1)؛ متى 43:13 (انظر دانيال 3:12).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب الرب في أزمنة الضيق (متى 24:8-25).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

عبرانيين 2 : 1