5 تشرين الأول (أكتوبر)
اقرأ متى 12
بينما كان الرب يشفي الجموع
الكثيرة خرج الفريسيون
وتشاوروا عليه لكي يهلكوه (متى
14:12). لقد وصلت البغضة والشراسة
لدى القادة الدينيين إلى ذروتها
عندما أحضروا إلى يسوع رجلا
مجنونا أعمى وأخرس، فشفاه حتى أن
الأعمى الأخرس تكلم وأبصر، فبهت
كل الجموع وقالوا ألعل هذا هو ابن
داود؟ (متى 22:12-23). لقد
كان الشعب مقتنعا بأن يسوع هو
الشخص الذي تمت فيه النبوات عن
المسيا، ولكن في أذهان القادة
الدينيين كان هذا الرجل مهدِّدا
لسلطتهم لذلك يجب أن يوقفوه.
وقد حاول القادة الدينيون أن
يفسدوا إيمان الشعب بأن يسوع هو
المسيا، فقالوا: هذا لا يخرج
الشياطين إلا ببعلزبول رئيس
الشياطين (متى 24:12). لقد
ارتكب القادة الدينيون خطية
التجديف على الروح القدس لأنهم
حاولوا عمدا أن ينسبوا إلى
الشيطان المعجزة التي أجراها
الروح القدس بواسطة المسيح. فالذي
يجدف على الروح القدس هو الشخص
الذي يقاوم عمدا المصدر الوحيد
للحياة الروحية.
لذلك أقول لكم كل خطية
وتجديف يغفر للناس وأما التجديف
على الروح القدس فلن يُغفر للناس
(متى 31:12).
كان بولس مقاوما للمسيح وكان
مجدفا (1 تيموثاوس 13:1)، ولكنه
فعل ذلك بجهل، لذلك لم يكن ذلك
تجديفا على الروح القدس. فالتجديف
على الروح القدس أكثر من مجرد
خطية، إنه حالة التصميم على
مقاومة الروح القدس عمدا (1 يوحنا
16:5؛ 2 تيموثاوس 8:3؛ يهوذا
4:1،12-13؛ عبرانيين 4:6-8؛
26:10-31). فإن عدم الإيمان
المتعمد ورفض الاعتراف بالخطايا
والإصرار على عدم قبول المسيح
مخلصا وربا هو الخطية التي لا
تُغفر.
ولكن قادة الدين رفضوا أن
يعترفوا بريائهم، فاستمروا في
استجواب الرب قائلين: يا معلم
نريد أن نرى منك آية [أي
لتثبت لنا أنك أنت المسيا] (متى
38:12). كانوا قد رأوا من قبل
العديد من المعجزات، لذلك أجابهم
قائلا: جيل شرير وفاسق يطلب
آية ولا تعطى له آية إلا آية
يونان النبي (متى 39:12).
وآية يونان النبي كانت بلا شك
تعبر عن العديد من الأفكار.
أوضحها هي المقارنة بين الثلاثة
أيام والثلاث ليالي التي قضاها
يونان في بطن الحوت (يونان 17:1)
وموت المسيح ودفنه وقيامته التي
استغرقت أيضا ثلاثة أيام وثلاث
ليالي. كان يسوع يريد أن ينبه
هؤلاء الرجال المتدينين إلى قساوة
قلوبهم. فعندما كرز يونان الذي
أتى من الجليل مثل يسوع إلى
المدينة الوثنية نينوى، قبل شعبها
كلمة الرب وتابوا بسبب معجزة
واحدة، وهي أن يونان قد نجا من
بطن الحوت. ولكن أمام المعجزات
العديدة التي صنعها ابن الله
نفسه، رفض معلمو الناموس أن
يؤمنوا بذاك الذي حكمته من
الأزل وإلى الأبد (مزمور
13:41)؛ والذي قال عنه بولس أنه
قوة الله وحكمة الله (1
كورنثوس 24:1).
شواهد
مرجعية:
متى 7:12 (انظر هوشع 6:6)؛
متى 18:12-21 (انظر إشعياء
1:42-4)؛ متى 40:12 (انظر
يونان 17:1).
أفكار من
جهة الصلاة:
اعترف بخطاياك إلى الرب، فإنه
رحيم وغفور (دانيال 4:9-9).
آية الأسبوع للحفظ:
عبرانيين 2 : 1