4 تشرين الأول (أكتوبر)
اقرأ متى 10 -- 11
بعد الموعظة على الجبل أجرى
الرب 11 معجزة (متى 8-10).
فتعجب الجموع قائلين: لم يظهر قط
مثل هذا في إسرائيل. أما
الفريسيون فقالوا: برئيس الشياطين
يخرج الشياطين (33:9-34).
بعد ذلك نقرأ أن يسوع تحنن
على الجموع إذ كانوا منزعجين
ومنطرحين كغنم لا راعي لها. حينئذ
قال لتلاميذه: الحصاد كثير ولكن
الفعلة قليلون. فاطلبوا من رب
الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده
(متى 36:9-38).
لقد اختار يسوع أناسا عاديين
من المجتمعات التي علّم فيها،
وقال لهم: ها أنا أرسلكم كغنم
في وسط ذئاب، فكونوا حكماء
كالحيات وبسطاء كالحمام. ولكن
احذروا من الناس (متى
16:10-17). فالذئب هو العدو
الطبيعي للحمل. ومع أن الذئاب في
عالم البشر قد يتنكرون أحيانا في
ثياب الحملان (متى 15:7)،
إلا أن عداوتهم للمسيح ولكلمته
تكون ظاهرة من تحت ثيابهم
التنكرية. فالذئب دائما يكون
متأهبا لتدمير الشخص الذي يتجه
حديثه وسلوكه وضميره إلى تمجيد
المسيح وكلمته. إن العالم يطارد
اليوم تلاميذ المسيح بكل قسوة
تماما مثل الهجوم الذي تعرض له
المسيح من هيرودس ومن القادة
الدينيين وأيضا من بيلاطس الذي -
بعد أن قال: إني لا أجد علة في
هذا الإنسان (لوقا 4:23) -
اشترك في الحكم على يسوع بالموت (متى
24:27-26). إننا نحتاج أن نتذكر
أن كلمات يسوع "ليس التلميذ
أفضل من المعلم" تنطبق علينا
(متى 24:10).
إن المسيحي له طبيعة الحمل،
ولكنه لا يجب أن يكون مستضعفا.
فالحمل يرمز للبراءة ولكن ليس
للجبن. والخراف بطبيعتها تحتاج
إلى راع؛ لأنها في عدم وجود راعي
يلاحظها فإنها تضل بمفردها وتقع
فريسة للوحوش. والأسوأ من ذلك فإن
القطيع بأكمله قد يضل ويسير بلا
هدف. ومهما كان عدد القطيع، فهذا
لا يضمن سلامته، لا بد من وجود
راع. وكلنا كغنم نحتاج إلى الراعي
الصالح لكي يضمن سلامتنا.
فمع المسيح، يستطيع المسيحي أن
يقف بثبات أمام أشد الأعداء ضراوة.
لقد طمأننا قائلا: لا تخافوا
من الذين يقتلون الجسد ولكن النفس
لا يقدرون أن يقتلوها؛ بل خافوا
بالحري من الذي يقدر أن يهلك
النفس والجسد كليهما في جهنم
(متى 28:10). لا ينبغي للمسيحي أن
يتوقع اللطف من العالم الشرير
بينما لقي سيده منه أشد العداء.
إن الاضطهاد المسيحي،عادة في شكل
ضغوط من أجل التساهل، كان على مر
العصور اختبارا للأمانة.
فالاضطهاد يقسم الناس فورا إلى
مؤمنين ومنتفعين، حنطة وزوان. إن
أوقات السلام تجعل الغنم عادة
تسترخي فيصيبها الفتور
واللامبالاة. ولكن في أزمنة
الاضطهاد يزداد اعتماد الغنم على
الراعي.
وتابع يسوع كلامه قائلا أن
ملكوت السموات يغصب والغاصبون
يختطفونه (متى 12:11) أي أن
الملكوت سيدخله الرجال والنساء
الذين لا يخجلوا أو يتراجعوا أمام
منطق الأصدقاء، أو أمام ضغوط
المقاومين. فإن تلاميذه
الحقيقيين، مثل الرسل الذين
تعرضوا للضرب بسبب شهادتهم
بإيمانهم بالمسيح، كانوا فرحين
لأنهم حسبوا مستأهلين أن يهانوا
من أجل اسمه (أعمال 40:5-42).
شواهد
مرجعية:
متى 11:1،35-36 (انظر ميخا
6:7)؛ متى 5:11 (انظر إشعياء
5:35؛ 1:61)؛ متى 10:11 (انظر
ملاخي 1:3)؛ متى 23:11 (انظر
حزقيال 20:26؛ 14:31؛
18:32،24)؛ متى 29:11 (انظر
إرميا 16:6).
أفكار من
جهة الصلاة:
عندما تكون ضعيفا اعلم أن
الرب قوي ويقدر أن يقويك
(قضاة 15:6-16).
آية الأسبوع للحفظ:
عبرانيين 2 : 1