FREE media players is required to listen to the audio

3 تشرين الأول (أكتوبر)

اقرأ متى 7 -- 9

كان اليهود يظنون أنهم مختارون من الله ليرثوا ملكوته لمجرد أنهم من نسل إبراهيم وأنهم شركاء في عهده بواسطة الختان (تكوين 12 و 15). ولكنهم كانوا يتجاهلون مسئوليتهم من جهة إطاعة الكلمة. وبذلك فلقد أدى تذكرهم لعهد إبراهيم مع تجاهلهم للطاعة المطلوبة من جانبهم إلى شعور كاذب بالأمان بل وأيضا إلى التكبر على الأمم.

ولذلك فلا بد أن اليهود قد صدموا عندما سمعوا الرب يقول: ادخلوا من الباب الضيق؛ لأنه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدي إلى الهلاك، وكثيرون هم الذين يدخلون منه. ما أضيق الباب ... الذي يؤدي إلى الحياة وقليلون هم الذين يجدونه (متى 13:7-14). لقد أعلن الرب بوضوح أن أغلبية الناس المتدينين في عصره كانوا على الطريق الواسع الذي يؤدي إلى الهلاك، ونفس الشيء يمكن أن يقال عن أيامنا. فالتعاليم الكتابية أصبحت غريبة على "العالم المسيحي" في أيامنا كما كانت حينئذ.

يفترض معظم الناس أن السماء يمكن الوصول إليها بشروط أسهل كثيرا من تلك المحددة في الموعظة على الجبل. ولكن المسيح يصر على أن العين اليمنى يجب أن تقلع - أي أن تلك الشهوات المحببة يجب أن تنزع. واليد اليمنى التي تمسك بالأوثان المحبوبة يجب أن تُقطع (متى 29:5-30). إن كلمة الله واضحة: لأنه إن عشتم حسب الجسد فستموتون. ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون (رومية 13:8).

إن الدخول من الباب الضيق يعني أكثر من مجرد رفع اليد في نهاية العظة، أو التوقيع على بطاقة اتخاذ القرار، أو حتى الانضمام إلى الكنيسة والحصول على المعمودية، وإن كانت هذه الأِشياء كلها جيدة. إن الدخول من الباب الضيق هو التصميم الصادق على التحول عن الطريق الواسع - لكي نخدم الآن مخلصنا بدلا من أن نخدم شهوة الجسد (1 يوحنا 15:2-17). هذه هي التوبة الحقيقية التي علّم بها يسوع (متى 17:4).إن الدخول من الباب الضيق (متى 14:7) أكثر من مجرد عمل ذهني. لأن القلب يؤمن به [أي يثق الشخص ويتمسك ويعتمد على المسيح] للبر [أي للقبول أمام الله] (رومية 10:10). إن جميع الذين يدخلون بصدق من الباب الضيق لن يعودوا يشتركون في أعمال الظلمة بل بالحري يوبخوها [وذلك من خلال حياتهم التي تكون في تناقض واضح معها] (أفسس 11:5). إن أفكارنا وعواطفنا ورغباتنا وأحاديثنا وتصرفاتنا يجب أن تكون كلها متفقة مع كلمة الله المقدسة.

الطريق الواسع والأكثر شيوعا، هو طريق الإرادة الذاتية والمتعة الذاتية. وهو واسع لأنه لا يحتوي على قواعد أو إنكار للذات، وإنما فقط تلك القواعد التي يستسيغها الشخص. ففيه يوجد متسع لكل شخص. إنه طريق يظهر للإنسان مستقيما وعاقبته طرق الموت (أمثال 12:14). إن الأنبياء الكذبة المنتشرين في أيامنا الحالية يفتخرون بأنهم متسعو الذهن ومتحررون، ويرفضون كل من ينادي بالخضوع أو التوبة أو الطاعة.

ولكن رسالة الرب واضحة: ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت السموات، بل الذي يفعل إرادة أبي الذي في السموات (متى 21:7).

 

شواهد مرجعية:

متى 23:7 (انظر مزمور 8:6)؛ متى 4:8 (انظر لاويين 49:13)؛ متى 17:8 (انظر إشعياء 4:53)؛ متى 13:9 (انظر هوشع 6:6).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اطلب الرب عندما تكون مضطهدا (مزمور 8:102-13).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

عبرانيين 2 : 1