FREE media players is required to listen to the audio

2 تشرين الأول (أكتوبر)

اقرأ متى 5 -- 6

عندما سمع يسوع أن يوحنا قد أُلقي القبض عليه ووُضع في السجن، انصرف إلى الجليل ... وأتى فسكن في كفرناحوم التي عند البحر في تخوم زبولون ونفتاليم، لكي يتم ما قيل بإشعياء النبي القائل: أرض زبولون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردن جليل الأمم(متى 12:4-15 ؛أيضا إشعياء 1:9-2). فذاع خبره في جميع سورية.. فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن (متى 24:4-25).

وأخذ يسوع الجموع إلى مكان مفتوح في الجبل حيث جلس، كالملك على مملكته، وأذاع عشرة مبادئ روحية لكي تكون منهجاً لسلوك رعاياه (أصحاح 5-7). وهذه الرسالة المشهورة تعرف باسم الموعظة على الجبل. وهي رسالة عن أسلوب حياة الذين يولدون من الروح (يوحنا 3:3-5). وأولى كلمات الملك تعلن عن طريق السعادة الحقيقية. فالسعادة والبركة لا تكمن فيما نمتلكه أو نناله أو نحققه، ولكن فيما نحن عليه! وهذا المفهوم الجديد يختص بحالتنا الداخلية وكوننا في علاقة صحيحة مع الرب وهذا يتناقض تماما مع الأعمال الدينية المتزمتة والتقاليد التي يلتزم بها الفريسيون. فالذين يتبعون يسوع يجب أن يعبدوه بالروح والحق (يوحنا 23:4).

بدأ يسوع كلامه قائلا: طوبى [أي ما أسعد] للمساكين بالروح [أي المتواضعين الذين يعتبرون أنفسهم قليلي الشأن] (متى 3:5). فالمسكين بالروح هو المتواضع الذي اكتشف ضرورة التخلي عن الثقة في الذات والاعتداد بالذات. هؤلاء الأشخاص لا يتباهون بالإنجازات بل يمجدون الرب الذي أعطاهم القدرة. هذا بالمقابلة مع الشخص المعتد بذاته.. المكتفي بذاته.. المحقق لذاته الذي ينال إعجاب العالم. فالمسكين بالروح هو الشخص الذي يدرك أنه بدون الرب لا يستطيع أن يفعل شيئا. وكما قال النبي في القديم: عرفت يا رب أنه ليس للإنسان طريقه، ليس لإنسان يمشي أن يهدي طريقه (إرميا 23:10).

والبركة التالية مختصة بالحزانى، لأنهم يتعزون! (متى 4:5). وهذه ليست إشارة للحزن على فقد الممتلكات المادية أو على الآمال غير المحققة أو على موت الأحباء، بل هو الحزن على كل ما يعيق النمو إلى صورة المسيح. إنه الحزن الذي ينشئ توبة. هناك الآلاف من الناس اليوم يعترفون بأن المسيح قد مات من أجل الخطاة، ولكنهم لم يحزنوا أبدا على خطاياهم الشخصية. إن هذه البركة مخصصة ليس فقط للذين قد حزنوا بل للذين لا زالوا يحزنون في كل مرة يبكتهم الروح القدس على الأخطاء.

ويعلن الملك أن النمو الروحي والرضى الحقيقي مذّخرَين للودعاء لأنهم يرثون الأرض! (متى 5:5). فالوداعة ليست ضعفا، وهي واضحة في حياة موسى الذي كان أكثر الناس وداعة على الأرض (عدد 3:12). والوداعة هي الإخلاص الذي لا يتزعزع والخضوع غير المشروط للمسيح الرب، مهما كانت المقاومة. فالودعاء يحتملون الأمور التي يسعى الآخرون إلى تجنبها.

قال يسوع: تعلموا مني لأني وديع ومتواضع القلب (متى 29:11).

 

شواهد مرجعية:

متى 21:5 (انظر خروج 13:20؛ تثنية 17:5)؛ متى 27:5 (انظر خروج 14:20؛ تثنية 18:5)؛ متى 31:5 (انظر تثنية 1:24)؛ متى 33:5 (انظر عدد 2:30؛ تثنية 21:23)؛ متى 38:5 (انظر خروج 24:21؛ لاويين 20:24؛ تثنية 21:19)؛ متى 43:5 (انظر لاويين 18:19).

 

أفكار من جهة الصلاة:

اذهب إلى الله بروح الاتضاع واحمده على أمانته وعظمته (2 صموئيل 18:7-22).

 

آية الأسبوع للحفظ:

 

عبرانيين 2 : 1